20‏/2‏/2013

مؤمن المحمد يشهد على قذارة الطبقة الحاكمة

معمر عطوي
قدره أن يموت على مدخل أحد المستشفيات، واذا صح التعبير يستشهد، لأن الشهيد هو الذي يموت مظلوماً، وليس اولئك “الزعران” الذين يقتلون الناس وينتهكون حرماتهم فيتحولون بين ليلة وضحاها الى شهداء.
مؤمن خالد المحمد، طفل ذنبه أنه ولد في لبنان فقيراً، وبحكم تلوث هذا البلد بالأوبئة والأمراض وغياب الدولة عن كافة مرافق الحياة، أصيب الطفل الصغير الذي لم يتجاوز عمره سنة واحدة، بمرض السحايا.
ويبدو أن اقتراب استحقاق الانتخابات النيابية لم تشفع للطفل بفرصة للاهثين وراء مقعد في البرلمان كي “ينتخوا” لتقديم العلاج، فسقط الطفل ضحية جشع أصحاب المستشفيات العديدة التي رفضت استقباله لعدم توفر المال الكافي لعلاجه، ورفض وزارة الصحة تقديم أي دعم له.
نعم مات مؤمن ولعله مؤمن بأن في لبنان لا يزال من يتمتع بعمل الخير. توفي في زحمة الجدل الواسع والمكثف حول قانون انتخاب جديد يحول الوطن الى محميات طائفية قذرة. توفي وهو في غمرة الاسئلة الكثيرة حول مستقبل لبنان في ظل ما يجري في سوريا والمنطقة.
وكأن الانسان في لبنان أصبح مجرد رقم أو زيادة عدد لا اهتمام رسمي فيه ولا حتى شعبي. فجل “أصحاب الأيادي البيضاء” من المواطنين منصرفون لدعم ثورة الشعب السوري او لدعم فلول النظام الاستبدادي في دمشق. ليت أحدهم وفرّ ثمن بضع قطع سلاح ليوفر علاج مؤمن..
مؤمن خالد سيبقى خالداً في ضمير من يؤمنون بضرورة قيام ثورة حقيقية ضد هذه الطبقة الحاكمة القذرة في لبنان والمؤلفة من مافيات المال والسياسة والدين. لعله يتحول الى محمد بوعزيزي جديد فيعي الشعب اللبناني ان لا أحد من الحكام يهتم لأمره. عندها يصبح هناك مبرر لخروج الكثيرين من حظيرة الأغنام التي جروهم اليها بتحريض طائفي او بمنافع شخصية وأكاذيب أيديولوجية.
"برس نت"


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق