22‏/3‏/2002

كزهر الياسمين


شفافة أنت كزهر الياسمين
عطر يفوح
وقطر يبلل ليل الندى
وجرح طويل في زمن الخسارة..

شجية أنت كسيمفونية حزن
تتهادى على ضفاف "الدانوب"
تبكي تاريخها تبتسم لشريط الذكريات

زاهية أنت كلون البنفسج
كفساتين سيدات البلاط
كسيوف المحاربين في متاحف المملكات البائدة
كأسطورة البدء
كلون الأوسمة ..وشهادات الشرف والنياشين..

حالمة أنت كعذراء في خدرها
ليس مقلقها الضجيج
ولا عبث السكارى في الحي القديم
لا ولا صوت القطار
أو صفير" المترو" في الشارع المجاور
بل فراغ وحنين...

جميلة أنت كعنق الساقية في الحانة القريبة
بل كعيون المها
كأضواء حديقة"هلدن بلاتز" في الليالي الساكنة
كثمرة البرتقال وأزهار الرياحين...

"ليالي الا نس" فيك تبقى
كالقصور الشامخة على جنبات شارع"غترايدي ماركت"
كالقلاع التي ترسم تاريخك
كالمتاحف
والمسارح
ودور "الأوبرا"
والكونسرتو...
وعلب الليل...

كالكنائس القديمة
والأزقة

رومانسية أنت كلونك
كأسمك
كلوحات مبدعيك
كتلاوين موسيقى "موتسارت"
كقبلة عشق على"الدانوب"
كهمسات تلك الشقراء لصديقها في رحلة القطار من "زالزبورغ"
كالتفاف أغصان الربيع في صقيع أوروبي...

أنيسة أنت
فيينا..........
كوجهك.. كنهرك..كسلسبيل المبدعين..
كرحلة في عربات الخيل بالمدينة القديمة..

حلم عذراء بليبة صيف
سيمفونية الحب المتجدد
عبق القهوة مجبولا بحديث الهيام عند شارع"الرنغ"
فيينا...نبع الحضارة ومهد الرائعين...

وجه أوروبا الجميل

صورة الماضي الحديث وأطياف السنين...

معمر عطوي