3‏/4‏/2003

ليت لي شجاعتك يا خليل


لو كانت لدي شجاعة خليل حاوي
لأطلقت على نفسي رصاصة الرحمة..

ولو كانت لدي امكانات ابن لادن
لكنت ما اخترت لطائراتي هدفًا
سوى قصور الحكام
من المحيط إلى الخليج
دون أن أستثني منهم أحدًا..


ولو كنت أملك" فضائية"
لكنت استبعدت منها كل من يحمل لقب "مسؤول"
حتى ولو كان على رأس اتحاد للكتاب أو مجمع للعلماء أو منتدى للشعراء...

فليس على هذه الأرض ما يستحق الحياة

واحدٌ وعشرون يوما كانت كالسراب
وفي آخر المعركة لم يبق أمام العدسات..
سوى تمثال أخفى رأسه في علم "التتار"
وأشباه رجال يلوحون للعلوج..

على أسوار بابل سقطت طموحاتنا
لم ينتحر سوى قلبنا المجروح بألف كذبة وكذبة..
وأحذية "تكساس" تدوس ما تبقى من مجد "ابي جعفر"

بالأمس كنا نحتفل
بولادة ضوء جديد
فرحنا للصمود
ونسينا كل جرائم" الرشيد"..

بالأمس قلنا أن المقاومة في جنوبنا
قد استنسخت في العراق
واطمأنت فلسطين أنها ليست وحدها..
اليوم ذاب حلمنا كما أخر الغيث
وسط "صدمة وذهول"
وا ُستقبل جند" هولاكو"بباقات الورود
وتراجعت بغداد عن وعدها المقطوع
لبيروت وسانتياغو وستالينغراد...

بكى السياب في قبره ليل العراق
وتحولت "أنشودة المطر"
الى لحن قذائف ودمار..
ولعله غدا في قبره حيث استراح
قائلا" دم دم دم
وليس من مطر
و"أبا فرات" ماذا يقول؟
فقد استراح من وجع اخر..
والصدر ما كان ليكتب الفلسفة
بل ربما قد أضاف كتاب" نفاقنا"
على وزن"فلسفتنا" و"اقتصادنا"..

ليس على هذه الأرض ما يستحق الحياة
ففي زمن العهر
تسكت الحقيقة برصاص "الديمقراطيين"..
ويزايد "أبناء القحاب" وصانعي الهزائم
على "حمورابي " وشرائعه..
تصبح القحبة محاضرة في علم الأخلاق
وُيقتل شهود الحق قبل "حفلة الاغتصاب الجماعية..

لم يعد ينفع البكاء
ولا السباب على قارعة الطريق
فأنت وحدك.. وحدك.. وحدك
وما من قافلة..
المعتصم لم يعد يسمع
من سماكة جدران القصور
والحقيقة جارحة..
وأرتال الجنود تسحق حلمنا الباقي
تقتل ما تبقى في عيون أطفالنا من أمل
تزرع في "دار السلام " " لحدًا" جديدًا
يفتح لها أنابيب النفط
"بكرم عربي" ..

وبغداد تبلل ضفاف دجلة بلغة العتاب
تصرخ وحدها...
أخرجوا من نفطنا.. من رملنا.. من حلمنا
غادروا نخيلنا الباسقات
واتركونا وحدنا.. وحدنا.. وحدنا
فليس على هذه الأرض ما يستحق الحياة
سوى أنشودة الموت البطيء...

ليت لي شجاعة خليل حاوي
ليت عندي بندقية...
معمر عطوي- برلين
09-04-03