3‏/6‏/2000

ويذوب الشوق


نعود اليك والأرض يباب..
ولظى الشوق يبّخر بعد المسافة
بين القلب والأوردة ..
يحرق أوهام الفرح
ويحول السراب الى واحة بعذوبة المكان ..

* * *
اثنان وعشرون عامًا وينتهي دفتر الحنين
بعد طول انتظار..
كنا ننظر اليك من البعيد
نشهد طفولتنا في خوابي الزيت
وبين وريقات الزيتون..
وعلى "الجداول المنسابة من ثلوج الجبل الشامخ..

* * *
اثنان وعشرون عامًا مرت كالنار تحرق التراب
ويطول صمت الناي عند أبراج الحديقة..
ويعتم النسيان ليل البعد الجارح
فوق أجنحة الزمان..

* * *

" حرمون " نعبرك بصمتنا بأوجاعنا
بحنيننا المجبول بندب العشق" العاملي"
على ربى الجليل ومشارف الجولان..
* * *

بعبيرك الوضّاء نشدو على خارطة الحرمان..
قريتي.. اليك نعود ..واللهفة احتضان..
وتحت نسيم الشوق يلفحنا شذاك في "الصحراء"
حيث البعد والتمزق يعبرنا
بنصال الحسرة والآلام..
* * *

برجوعك الينا نحتفل
بعد زوال الدنس
والذكرى تنضح بالمجد والأفنان..
* * *
اثنان وعشرون عامًا والخوف يزول بخناجرنا
ويعود الجبل للشطآن..
آلام تتكاثر تبتعد ..تتعثر
بجموع الناس زاحفة من خلف غيوم الغضب
والظفران..
تحمل كل حنين عجائزنا
وكروم التين ..والماعز..
وربابة راع ٍ ترك قطيعًا للطوفان..

* * *

سنوات مرت مجبولة بقطرات الدمع
وآهات الذل والأحلام..
وسراب الوقت يزول
حين تعبر امرأة باحثة عن عبق شهيدٍ..
خلف الأكوام..
ويلتمع أمل الوجد
ويذوب الشوق وآهات النسيان..

* * *

وتعود القرية محررة ً
ويفر الذئب وتنتصر الأغنام..
تتمرد فوق سواترهم
وتحول الوجع لقصيدة..
تعزف على وتر بنادقنا
المرفوعة بين الوهد والوديان..

* * *

اثنان وعشرون عامًا
وتعود سواعدنا للزرع وتنمو الأغصان..
ونسجل في صفحات دفاترنا
أن العودة قد تمت
والحب يعود مع السيلان..

* * *

لكن الجبل ما زال يذكرنا
أن الأرض خراب..
و"الأقصى" في أيدي السجان..
معمر عطوي- جدة
عكاظ في :3/6/2000.
ملاحظة: كتبت بعد اسبوع من اندحار العدو الصهيوني عن جنوب لبنان.
الى قريتي "الهبارية".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق