معمر عطوي
تطور الخلافات بين المذاهب وانقساماتها السياسية والعقدية أدى مع الوقت إلى ظهور مصطلحات جديدة تحمل في مضمونها النظرة الدونية للآخر عن طريق وصفه بأبشع أنواع الكلمات في سياق حرب دينية قذرة.
من هنا ظهرت مصطلحات مثل “روافض” التي يطلقها المتشددون من أهل السنة على الشيعة بحكم أنهم رفضوا خلافة أبو بكر وعمر وعثمان، في مقابل مصطلح “نواصب” الذي اطلقة المتشددون الشيعة على أهل السنة متهمين اياهم بأنهم ناصبوا العداء لأهل البيت. وفي هذا الاتهام اجحاف بحق أهل السنة الذين يقرون بفضل أهل البيت ولا يسبونهم او يكنون لهم كرهاً، لكنهم كما ذكرنا سابقاً يتجاهلون بعض أئمة اهل البيت وعلمائهم ولا يعطون لقضية مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب على يد يزيد بن معاوية الاهتمام الكافي في سياق معالجتهم للتاريخ الإسلامي ومحطاته المهمة. مع أنه يجمع المسلمون سنة وشيعة على حد سواء على كفر وإجرام يزيد.
لكن هذا لم يمنع من وجود مشايخ ومؤرخين سنة تحدثوا عن الحسين بلغة رائعة وأكثر رقياً مما يفعله الشيعة في مجالس عاشوراء، وهؤلاء كثر اذا تابعنا المكتبة الإسلامية برؤية موضوعية.
لعلها ردود فعل عمياء تلك التي تصدر من هذه الجهة أو تلك على الجهة الأخرى فتأتي ردة فعل متوترة مدمرة غير استيعابية ولا استفهامية. فرد الفعل كان دائماً يأتي بمصطلحات منحطة تحط من قدر الآخر وتسئ الى مكانته البشرية.
كل ذلك شر من شرور رجال الدين الذين عرفوا على مر التاريخ كيف يخاطبون غرائز مريديهم بالسباب والشتائم وزرع الكره والتعصب بدلاً من نشر الفكر الوحدودي الذي يتماهى مع الآية الكريمة “واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا”.
وباتت هذه الآية مجرد لوحة تزين الجدران، فيما تغلف القلوب طبقة من الحقد الذي تراكم على مر السنين، وصارت رؤية الشيعي في نظر السني هو ذلك الذي يسب الصحابة وزوجة النبي عائشة ليلاً نهارً، مع ان هذا الاتهام في الكثير من التعميم والمبالغة يروج لها شياطين الدين على شاشات السلفيين والمتشددين المسلمين.
ولم يكتف هؤلاء بالنيل من الشيعة في قضية السب واللعن، بل ذهبوا أبعد من ذلك في سبيل اخراجهم من حلقة الإسلام باتهامهم بالشرك، بذريعة أنهم يناجون أهل البيت في دعائهم ويتوسلون الأئمة من دون الله. وفي هذا الاتهام قصر نظر وحقد ظاهر بحكم ان التوسل بالاشخاص على خطئه ما هو الا لعلاقة هؤلاء الاشخاص الوطيدة بالله، على حسب اعتقاد الشيعة. ولا يعني ذلك أبداً في معتقداتهم أنهم يؤمنون بأن علياً ساعد الله في بناء الكون، وأن الحسن والحسين وفاطمة يحكمون الدنيا بالاشتراك مع الخالق، أو أن ابا الفضل عباس قد تولى مقاليد الأمور من الله.
ذهنية التكفير هذه برزت أكثر وسط المتشددين السنة وتحولت الى أفعال جرمية تمثلت بتفجير مساجد وحسينيات الشيعة في باكستان والعراق، وقتل المئات من دون رحمة، فيما كان الشيعة ينظرون الى السنة كفىة ضالة الذين يحتاجون الى فهم التاريخ ليعرفوا الخطأ من الصح. وفي هذه الزعم بامتلاك الحقيقة ينضم هؤلاء الى فرقة الأغبياء التي لا تقل خطورة عن المتشددين السنة الذين سمّوا الشيعة في لبنان المتوالة وفي المدينة المنورة بالنخاولة للحط من قدرهم.
هي ذهنية التكفير التي تصاعدت مع غياب التفكير، وتحولت الى شر مستطير هدّ بناء المسلمين وجعلهم إضحوكة بين الشعوب. فالنظرة الدونية للآخر لا تعني أبداً أن الذات وصلت الى حد الرقي والتعالي، وبالتالي ما نعيشه هو بؤس الميتافيزيقا التي باتت تتحكم في تصرفاتنا الى حد مصادرة ما هو الأهم في حياتنا.
تطور الخلافات بين المذاهب وانقساماتها السياسية والعقدية أدى مع الوقت إلى ظهور مصطلحات جديدة تحمل في مضمونها النظرة الدونية للآخر عن طريق وصفه بأبشع أنواع الكلمات في سياق حرب دينية قذرة.
من هنا ظهرت مصطلحات مثل “روافض” التي يطلقها المتشددون من أهل السنة على الشيعة بحكم أنهم رفضوا خلافة أبو بكر وعمر وعثمان، في مقابل مصطلح “نواصب” الذي اطلقة المتشددون الشيعة على أهل السنة متهمين اياهم بأنهم ناصبوا العداء لأهل البيت. وفي هذا الاتهام اجحاف بحق أهل السنة الذين يقرون بفضل أهل البيت ولا يسبونهم او يكنون لهم كرهاً، لكنهم كما ذكرنا سابقاً يتجاهلون بعض أئمة اهل البيت وعلمائهم ولا يعطون لقضية مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب على يد يزيد بن معاوية الاهتمام الكافي في سياق معالجتهم للتاريخ الإسلامي ومحطاته المهمة. مع أنه يجمع المسلمون سنة وشيعة على حد سواء على كفر وإجرام يزيد.
لكن هذا لم يمنع من وجود مشايخ ومؤرخين سنة تحدثوا عن الحسين بلغة رائعة وأكثر رقياً مما يفعله الشيعة في مجالس عاشوراء، وهؤلاء كثر اذا تابعنا المكتبة الإسلامية برؤية موضوعية.
لعلها ردود فعل عمياء تلك التي تصدر من هذه الجهة أو تلك على الجهة الأخرى فتأتي ردة فعل متوترة مدمرة غير استيعابية ولا استفهامية. فرد الفعل كان دائماً يأتي بمصطلحات منحطة تحط من قدر الآخر وتسئ الى مكانته البشرية.
كل ذلك شر من شرور رجال الدين الذين عرفوا على مر التاريخ كيف يخاطبون غرائز مريديهم بالسباب والشتائم وزرع الكره والتعصب بدلاً من نشر الفكر الوحدودي الذي يتماهى مع الآية الكريمة “واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا”.
وباتت هذه الآية مجرد لوحة تزين الجدران، فيما تغلف القلوب طبقة من الحقد الذي تراكم على مر السنين، وصارت رؤية الشيعي في نظر السني هو ذلك الذي يسب الصحابة وزوجة النبي عائشة ليلاً نهارً، مع ان هذا الاتهام في الكثير من التعميم والمبالغة يروج لها شياطين الدين على شاشات السلفيين والمتشددين المسلمين.
ولم يكتف هؤلاء بالنيل من الشيعة في قضية السب واللعن، بل ذهبوا أبعد من ذلك في سبيل اخراجهم من حلقة الإسلام باتهامهم بالشرك، بذريعة أنهم يناجون أهل البيت في دعائهم ويتوسلون الأئمة من دون الله. وفي هذا الاتهام قصر نظر وحقد ظاهر بحكم ان التوسل بالاشخاص على خطئه ما هو الا لعلاقة هؤلاء الاشخاص الوطيدة بالله، على حسب اعتقاد الشيعة. ولا يعني ذلك أبداً في معتقداتهم أنهم يؤمنون بأن علياً ساعد الله في بناء الكون، وأن الحسن والحسين وفاطمة يحكمون الدنيا بالاشتراك مع الخالق، أو أن ابا الفضل عباس قد تولى مقاليد الأمور من الله.
ذهنية التكفير هذه برزت أكثر وسط المتشددين السنة وتحولت الى أفعال جرمية تمثلت بتفجير مساجد وحسينيات الشيعة في باكستان والعراق، وقتل المئات من دون رحمة، فيما كان الشيعة ينظرون الى السنة كفىة ضالة الذين يحتاجون الى فهم التاريخ ليعرفوا الخطأ من الصح. وفي هذه الزعم بامتلاك الحقيقة ينضم هؤلاء الى فرقة الأغبياء التي لا تقل خطورة عن المتشددين السنة الذين سمّوا الشيعة في لبنان المتوالة وفي المدينة المنورة بالنخاولة للحط من قدرهم.
هي ذهنية التكفير التي تصاعدت مع غياب التفكير، وتحولت الى شر مستطير هدّ بناء المسلمين وجعلهم إضحوكة بين الشعوب. فالنظرة الدونية للآخر لا تعني أبداً أن الذات وصلت الى حد الرقي والتعالي، وبالتالي ما نعيشه هو بؤس الميتافيزيقا التي باتت تتحكم في تصرفاتنا الى حد مصادرة ما هو الأهم في حياتنا.
"برس نت" 29 نيسان 2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق