معمر عطوي
من الطبيعي أن تستعر محاولات التسوية وتُعقَد الصفقات بين الأعداء مع اقتراب الأمور الى الانفجار، فما يدور في الشرق الأوسط اليوم من تسويات وصفقات تتم من تحت الطاولة، أمر يؤكد رغبة جميع الأطراف بنزع صاعق القنبلة التي قد يؤدي انفجارها الى تغيير صورة المنطقة.
من الطبيعي أن تستعر محاولات التسوية وتُعقَد الصفقات بين الأعداء مع اقتراب الأمور الى الانفجار، فما يدور في الشرق الأوسط اليوم من تسويات وصفقات تتم من تحت الطاولة، أمر يؤكد رغبة جميع الأطراف بنزع صاعق القنبلة التي قد يؤدي انفجارها الى تغيير صورة المنطقة.
تطورات متسارعة على وقع قرع طبول الحرب في واشنطن وباريس وتل أبيب، ودوي
تصريحات نارية في دمشق وطهران وصولاً الى بعض «الحلفاء» في أميركا
اللاتينية، في حين تتسرب رائحة صفقات من هنا وهناك تشير الى محاولات ومساعٍ
لنزع فتيل التفجير.
فمن لا يسمع طبول الحرب بالتأكيد هو أطرش، لكن أيضاً من لم يشم رائحة الصفقات بين إيران والولايات المتحدة لديه مشكلة في حاسة الشم.
لعله ليس من قبيل المُصادفة أن تحقق ميليشيات حليفة للجمهورية الإسلامية في العراق مبتغى ملالي طهران بالقضاء على أكثر من 52 عنصراً وكادراً من مقاتلي «المقاومة الإيرانية» في المنفى، المعروفة بمجاهدي خلق، والتي ينعتها الإيرانيون بـ «منظمة منافقي الشعب». العملية بالتأكيد حدثت بضوء أخضر من البيت الأبيض الذي لا يزال يرتبط بعلاقات جيدة مع نظام «العميل المزدوج» لواشنطن وطهران، رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي وميليشياته التي تلقت الشكر من قيادة الحرس الثوري الإيراني ومن خطيب جمعة طهران المؤقت محمد خاتمي، على مجزرتها هذه في معسكر أشرف القريب من العاصمة العراقية بغداد.
كما انه ليس مصادفةً أن يعلن رئيس الوزراء السلوفاكي، روبرت فيكو، في اليوم نفسه (1 ايلول 2013) أن إيران أفرجت عن 6 سلوفاكيين كانت اعتقلتهم بتهمة التجسس، مشيراً الى أن “المفاوضات مع إيران تمت في شكل جيد وأفضت إلى الإفراج عن 6 من 8 مواطنين سلوفاكيين”.
المفارقة الغريبة أن هذا الإفراج أتى بعد نحو 3 شهور من اتهام السلطات الإسلامية للسلوفاكيين الثمانية بالتجسس على خلفية التقاطهم صوراً لمناطق «محظورة» في محافظة أصفهان، التي تبعد نحو 330 كيلومتر جنوبي طهران، وتضم العديد من المنشآت النووية. وكذلك اتهمتهم بأنهم أدخلوا إلى إيران معدات محظورة على غرار أجهزة لاسلكية.
لكن هذا التطور اللافت جاء عشية وصول المدير العام لدائرة الشرق الأوسط في الخارجية السويسرية، فولفغانغ امادنوس برولهارت، الى طهران، حيث أجرى محادثات مع كبار المسؤولين أبرزهم؛ مساعد وزير الخارجية لشؤون أوروبا وأميركا مجيد تخت روانجي، والمدير العام لدائرة غرب أوروبا في وزارة الخارجية الايرانية أبوالقاسم دلفي. محادثات أكد الجانبان في ختامها على «الدبلوماسية والحوار لإرساء السلام في المنطقة».
وبما أن سويسرا هي التي تدير مصالح الولايات المتحدة في ايران التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع الولايات المتحدة منذ العام 1980، وكون هذه الزيارة غير المسبوقة جاءت في عهد رئيس إيراني يوصف بالاعتدال هو حسن روحاني، وفي ظل تهديد اميركي بضرب حليفته سوريا، فإن الزيارة وما سبقها وما تبعها من إجراءات يشير بوضوح الى ان صفقة ما تنضج على نار هادئة.
فما معنى أن يعايد الرئيس روحاني نهاية الاسبوع اليهود بمناسبة بدء سنتهم العبرية على صفحته الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وما الهدف من تكرار ذلك على صفحة وزير خارجيته محمد جواد ظريف الذي تحادث مع ابنة رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي، زعيمة الديموقراطيين في البرلمان ووجه لليهود معايدة قائلاً «هابي روش هاشانا». بل ذهب ظريف أبعد من ذلك ليؤكد أن سياسة الحكومة الإيرانية الحالية هي مغايرة لما كان الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد يعبّر عنه دائماً بأن الهولوكوست الألمانية بحق اليهود كذبة. إذ أدان الوزير الجديد في دردشاته السايبرية «الجرائم النازية بحق اليهود» من دون أن ينسى تشبيهها بالمجازر الصهيونية بحق الفلسطينيين.
زحمة تصريحات وأحداث ما بين اطلاق جواسيس واطلاق لهجة جديدة تزامنت مع تطمينات في اتخاذ سياسة جديدة في الملف النووي. والثمن كان على ما يبدو رفع سبع شركات مصرفية ايرانية عن لائحة العقوبات الأوروبية بقرار من محكمة الاتحاد الأوروبي، وتجديد السماح لعشر دول بينها اليابان وكوريا الجنوبية بمواصلة استيراد النفط الإيراني رغم العقوبات الأميركية والأوروبية وتلك الصادرة عن الأمم المتحدة.
إذن ثمة صفقة قد تنجح في تبريد وطيس الحرب، فتؤدي الى عقد تسويات وتوزيع مغانم على اللاعبين الكبار على حساب الصغار، وقد لا تنجح فيقع المحظور.
فمن لا يسمع طبول الحرب بالتأكيد هو أطرش، لكن أيضاً من لم يشم رائحة الصفقات بين إيران والولايات المتحدة لديه مشكلة في حاسة الشم.
لعله ليس من قبيل المُصادفة أن تحقق ميليشيات حليفة للجمهورية الإسلامية في العراق مبتغى ملالي طهران بالقضاء على أكثر من 52 عنصراً وكادراً من مقاتلي «المقاومة الإيرانية» في المنفى، المعروفة بمجاهدي خلق، والتي ينعتها الإيرانيون بـ «منظمة منافقي الشعب». العملية بالتأكيد حدثت بضوء أخضر من البيت الأبيض الذي لا يزال يرتبط بعلاقات جيدة مع نظام «العميل المزدوج» لواشنطن وطهران، رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي وميليشياته التي تلقت الشكر من قيادة الحرس الثوري الإيراني ومن خطيب جمعة طهران المؤقت محمد خاتمي، على مجزرتها هذه في معسكر أشرف القريب من العاصمة العراقية بغداد.
كما انه ليس مصادفةً أن يعلن رئيس الوزراء السلوفاكي، روبرت فيكو، في اليوم نفسه (1 ايلول 2013) أن إيران أفرجت عن 6 سلوفاكيين كانت اعتقلتهم بتهمة التجسس، مشيراً الى أن “المفاوضات مع إيران تمت في شكل جيد وأفضت إلى الإفراج عن 6 من 8 مواطنين سلوفاكيين”.
المفارقة الغريبة أن هذا الإفراج أتى بعد نحو 3 شهور من اتهام السلطات الإسلامية للسلوفاكيين الثمانية بالتجسس على خلفية التقاطهم صوراً لمناطق «محظورة» في محافظة أصفهان، التي تبعد نحو 330 كيلومتر جنوبي طهران، وتضم العديد من المنشآت النووية. وكذلك اتهمتهم بأنهم أدخلوا إلى إيران معدات محظورة على غرار أجهزة لاسلكية.
لكن هذا التطور اللافت جاء عشية وصول المدير العام لدائرة الشرق الأوسط في الخارجية السويسرية، فولفغانغ امادنوس برولهارت، الى طهران، حيث أجرى محادثات مع كبار المسؤولين أبرزهم؛ مساعد وزير الخارجية لشؤون أوروبا وأميركا مجيد تخت روانجي، والمدير العام لدائرة غرب أوروبا في وزارة الخارجية الايرانية أبوالقاسم دلفي. محادثات أكد الجانبان في ختامها على «الدبلوماسية والحوار لإرساء السلام في المنطقة».
وبما أن سويسرا هي التي تدير مصالح الولايات المتحدة في ايران التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع الولايات المتحدة منذ العام 1980، وكون هذه الزيارة غير المسبوقة جاءت في عهد رئيس إيراني يوصف بالاعتدال هو حسن روحاني، وفي ظل تهديد اميركي بضرب حليفته سوريا، فإن الزيارة وما سبقها وما تبعها من إجراءات يشير بوضوح الى ان صفقة ما تنضج على نار هادئة.
فما معنى أن يعايد الرئيس روحاني نهاية الاسبوع اليهود بمناسبة بدء سنتهم العبرية على صفحته الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وما الهدف من تكرار ذلك على صفحة وزير خارجيته محمد جواد ظريف الذي تحادث مع ابنة رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي، زعيمة الديموقراطيين في البرلمان ووجه لليهود معايدة قائلاً «هابي روش هاشانا». بل ذهب ظريف أبعد من ذلك ليؤكد أن سياسة الحكومة الإيرانية الحالية هي مغايرة لما كان الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد يعبّر عنه دائماً بأن الهولوكوست الألمانية بحق اليهود كذبة. إذ أدان الوزير الجديد في دردشاته السايبرية «الجرائم النازية بحق اليهود» من دون أن ينسى تشبيهها بالمجازر الصهيونية بحق الفلسطينيين.
زحمة تصريحات وأحداث ما بين اطلاق جواسيس واطلاق لهجة جديدة تزامنت مع تطمينات في اتخاذ سياسة جديدة في الملف النووي. والثمن كان على ما يبدو رفع سبع شركات مصرفية ايرانية عن لائحة العقوبات الأوروبية بقرار من محكمة الاتحاد الأوروبي، وتجديد السماح لعشر دول بينها اليابان وكوريا الجنوبية بمواصلة استيراد النفط الإيراني رغم العقوبات الأميركية والأوروبية وتلك الصادرة عن الأمم المتحدة.
إذن ثمة صفقة قد تنجح في تبريد وطيس الحرب، فتؤدي الى عقد تسويات وتوزيع مغانم على اللاعبين الكبار على حساب الصغار، وقد لا تنجح فيقع المحظور.
(برس نت) 20-08-2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق