تحمل خسارة الاتحاد المسيحي الديموقراطي (CDU)، الذي تتزعمه المستشارة الألمانية
أنجيلا ميركل، في الانتخابات الإقليمية التي أجريت أول من أمس في ولاية ساكسونيا
السفلى (شمال غرب ألمانيا)، إشارات متعددة، قد تتناقض أحياناً حول إمكان نجاح
المرأة «المحافظة» في تولّي منصب المستشارة للمرة الثالثة
معمر عطوي
ففيما لم يحقق فوز ائتلاف الاشتراكيين (الحزب الاشتراكي الديموقراطي - SPD) والخضر سوى مقعد واحد زائد على ما حققه ائتلاف المحافظين (CDU) والليبراليين (الحزب الديموقراطي الحر - FDP)، ركّز المراقبون على صورة المنافسة الحامية التي ستشهدها الانتخابات التشريعية الاتحادية في أيلول المقبل بين ميركل ومنافسها الاشتراكي الديموقراطي بيير شتاينبروك.
فرغم فوز ميركل بولايتين متتاليتين (2005 - 2013)، فإن ابنة رجل الدين، التي تربّت في كنف النظام الشيوعي السابق، بدأت تواجه تحدياً صعباً منذ بداية ولايتها الثانية عام 2009، وخصوصاً بعد فشل حزبها في ولايات غربية عديدة، مثل رينانيا شمال فستفاليا وبادن فورتمبرغ الجنوبية التي تُعتبر معقلاً تاريخياً للمحافظين.
لقد أتت نتيجة انتخابات ساكسونيا السفلى مخالفة لاستطلاعات الرأي، التي توقعت عشية الاستحقاق الانتخابي فوزاً ساحقاً للاتحاد المسيحي. لكن حصول ائتلاف المعارضة (SPD وحزب الخضر) على 69 مقعداً مقابل 68 مقعداً حصل عليه الائتلاف الحاكم (CDU وFDP)، أجبر ميركل على الاعتراف بالخسارة التي وصفتها، في مؤتمر صحافي عقدته أمس في برلين، بأنه «هزيمة مؤلمة... ويثير لدينا الحزن».
لعل دلالات معركة هذه الولاية المُطلّة على بحر الشمال، هو أهميتها الجيو ـــ ديموغرافية، كونها تأتي في المرتبة الثانية من حيث مساحتها (47.634 كيلومتراً مربعاً) بين ولايات ألمانيا الـ 16، بعد ولاية بافاريا الأكبر والأغنى في البلاد. كذلك الولاية الألمانية الرابعة من حيث عدد السكان (7.922 ملايين بحسب إحصاءات عام 2012). ومن الطبيعي أن يشكل فوز ائتلاف المعارضة صدمة لحزب ميركل الحاكم في هذه الولاية منذ عشر سنوات.
ولعل صعود الاشتراكيين، الذين حققوا زيادة بنسبة 2.3 في المئة عن انتخابات 2008 الإقليمية (من 30.3 إلى 32.6 في المئة)، يشكّل حنيناً لحقبة المستشار الاشتراكي الديموقراطي الأخير غيرهارد شرودر، الذي كان منذ عام 1990 رئيساً لولاية ساكسونيا السفلى (1990 - 1994).
ربما تمكنت ميركل من تحقيق نموّ اقتصادي غير مسبوق في بلادها، حيث بدا حجم ارتفاع عدد العاطلين من العمل في أقل مستوياته منذ عام 1991 (نحو مليونين وثمانمئة ألف شخص، بمعدل 6.8 في المئة)، لكن وزير الخارجية الحالي، نائبها الليبرالي رئيس حزب FDP، غيدو فيسترفيله، استطاع أن يحرّك عجلة الدبلوماسية الألمانية عالمياً بشكل أنشط وأكبر. وقد يكون الصعود اللافت لحزبه في انتخابات ساكسونيا انعكاساً طبيعياً لأدائه في قيادة الدبلوماسية الألمانية (حقق في انتخابات الولاية عام 2008 نسبة 8.2 في المئة وفي الانتخابات الحالية حقق 9.9 أي بزيادة 1.7 في المئة، على عكس حليفه الأكبر الذي تراجع بنسبة 6.5 في المئة عن انتخابات الولاية السابقة).
وفي المرحلة المُقبلة، ستواجه المستشارة تحدياً صعباً أمام منافسها الاشتراكي الديموقراطي، فيما لو بقيت الأمور على حالها اقتصادياً، وقد شهد على ذلك شاهد من أهلها، حيث رأى الأمين العام للاتحاد المسيحي، هيرمان غروه، أن إشارات انتخابات ساكسونيا السفلى للانتخابات العامة المقبلة «ضعيفة». أما الأمين العام للحزب الاشتراكي الديموقراطي الخصم المعارض للمستشارة، أندريا نالز، فقال يوم أمس هازئاً «إن ميركل ملكة من دون مملكة».
ففيما لم يحقق فوز ائتلاف الاشتراكيين (الحزب الاشتراكي الديموقراطي - SPD) والخضر سوى مقعد واحد زائد على ما حققه ائتلاف المحافظين (CDU) والليبراليين (الحزب الديموقراطي الحر - FDP)، ركّز المراقبون على صورة المنافسة الحامية التي ستشهدها الانتخابات التشريعية الاتحادية في أيلول المقبل بين ميركل ومنافسها الاشتراكي الديموقراطي بيير شتاينبروك.
فرغم فوز ميركل بولايتين متتاليتين (2005 - 2013)، فإن ابنة رجل الدين، التي تربّت في كنف النظام الشيوعي السابق، بدأت تواجه تحدياً صعباً منذ بداية ولايتها الثانية عام 2009، وخصوصاً بعد فشل حزبها في ولايات غربية عديدة، مثل رينانيا شمال فستفاليا وبادن فورتمبرغ الجنوبية التي تُعتبر معقلاً تاريخياً للمحافظين.
لقد أتت نتيجة انتخابات ساكسونيا السفلى مخالفة لاستطلاعات الرأي، التي توقعت عشية الاستحقاق الانتخابي فوزاً ساحقاً للاتحاد المسيحي. لكن حصول ائتلاف المعارضة (SPD وحزب الخضر) على 69 مقعداً مقابل 68 مقعداً حصل عليه الائتلاف الحاكم (CDU وFDP)، أجبر ميركل على الاعتراف بالخسارة التي وصفتها، في مؤتمر صحافي عقدته أمس في برلين، بأنه «هزيمة مؤلمة... ويثير لدينا الحزن».
لعل دلالات معركة هذه الولاية المُطلّة على بحر الشمال، هو أهميتها الجيو ـــ ديموغرافية، كونها تأتي في المرتبة الثانية من حيث مساحتها (47.634 كيلومتراً مربعاً) بين ولايات ألمانيا الـ 16، بعد ولاية بافاريا الأكبر والأغنى في البلاد. كذلك الولاية الألمانية الرابعة من حيث عدد السكان (7.922 ملايين بحسب إحصاءات عام 2012). ومن الطبيعي أن يشكل فوز ائتلاف المعارضة صدمة لحزب ميركل الحاكم في هذه الولاية منذ عشر سنوات.
ولعل صعود الاشتراكيين، الذين حققوا زيادة بنسبة 2.3 في المئة عن انتخابات 2008 الإقليمية (من 30.3 إلى 32.6 في المئة)، يشكّل حنيناً لحقبة المستشار الاشتراكي الديموقراطي الأخير غيرهارد شرودر، الذي كان منذ عام 1990 رئيساً لولاية ساكسونيا السفلى (1990 - 1994).
ربما تمكنت ميركل من تحقيق نموّ اقتصادي غير مسبوق في بلادها، حيث بدا حجم ارتفاع عدد العاطلين من العمل في أقل مستوياته منذ عام 1991 (نحو مليونين وثمانمئة ألف شخص، بمعدل 6.8 في المئة)، لكن وزير الخارجية الحالي، نائبها الليبرالي رئيس حزب FDP، غيدو فيسترفيله، استطاع أن يحرّك عجلة الدبلوماسية الألمانية عالمياً بشكل أنشط وأكبر. وقد يكون الصعود اللافت لحزبه في انتخابات ساكسونيا انعكاساً طبيعياً لأدائه في قيادة الدبلوماسية الألمانية (حقق في انتخابات الولاية عام 2008 نسبة 8.2 في المئة وفي الانتخابات الحالية حقق 9.9 أي بزيادة 1.7 في المئة، على عكس حليفه الأكبر الذي تراجع بنسبة 6.5 في المئة عن انتخابات الولاية السابقة).
وفي المرحلة المُقبلة، ستواجه المستشارة تحدياً صعباً أمام منافسها الاشتراكي الديموقراطي، فيما لو بقيت الأمور على حالها اقتصادياً، وقد شهد على ذلك شاهد من أهلها، حيث رأى الأمين العام للاتحاد المسيحي، هيرمان غروه، أن إشارات انتخابات ساكسونيا السفلى للانتخابات العامة المقبلة «ضعيفة». أما الأمين العام للحزب الاشتراكي الديموقراطي الخصم المعارض للمستشارة، أندريا نالز، فقال يوم أمس هازئاً «إن ميركل ملكة من دون مملكة».
"الأخبار"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق