معمر عطوي
لست ممن يتماهون كثيراً مع الأعياد الدينية، مع أني قد أكون مُجبراً على عيش بعض أجوائها بحكم الجو العائلي أو المناطقي. بيد أن الوجه الآخر من هذه الأعياد قد يكون إيجابياً بحيث يصبح عيش هذه الظاهرة العابقة بالفرح واجباً اجتماعياً وعائلياً، وما أكثر الواجبات في مجتمعنا الشرقي.
نقف اليوم أمام عيدين يحتفل بهما الجزء الأكبر من سكان العالم؛ عيد ميلاد السيد المسيح وعيد رأس السنة الميلادية المُرتبطة عضوياً بميلاد عيسى اليسوع.
أمام هذه المناسبة نستحضر جدالات واسعة بين المسلمين أنفسهم حول جدوى الاحتفال بهذه المناسبة على أنها مناسبة مسيحية بحتة لا علاقة للمسلمين بها، فيما يذهب السلفيون إلى أن أي احتفال بأي مناسبة من هذا النوع هو “بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار”. لكن بعض المتنورين من المسلمين وجدوا نقطة تقاسم مشتركة بين المسلمين والمسيحيين بأن الاحتفال بعيسى هو احتفال بميلاد نبي من أنبياء الله، وهو واجب على المسلمين مثل عيد مولد النبي محمد.
وفيما يتعلق برأس السنة الميلادية، أصبح بعض المسلمين واقعياً في قبول هذه المناسبة والاعتراف بها كمحطة زمنية تفصل بين حولين، فأصبحنا نرى عائلات المسلمين في لبنان وبعض البلدان الإسلامية يحتفلون ويسهرون ومنهم من يشرب الكحول ويرقص ويفرح حتى الثمالة، على اعتبار ان هذه المناسبة هي التقويم الزمني الذي يلجأ اليه معظم سكان الأرض.
في أي حال، أنا لا يهمني الطابع الأسطوري الميثولوجي من المناسبات الدينية والحديث عن القوى الخارقة وسانتا كلوز الذي ينزل من السماء على عربة تجرها غزلان يحمل الهدايا الى المؤمنين. ولا يهمني كيف أسرى النبي من مكة الى القدس وعرج الى السماء السابعة في ليلة واحدة. انما ما يهمني من هذه المناسبات هو الطابع الاجتماعي الذي لا يزال يجمع الأقارب والأصدقاء ويحيي التواصل بينهم، في زمن تراجعت فيه وتيرة التواصل الاجتماعي الى نقطة مخيفة.
النقطة الأهم في هذه المناسبات مثل اعياد الفطر والأضحى ورأس السنة والميلاد والفصح وغيرها، هي الابتسامة الجميلة التي نراها على ثغور الأطفال والألعال التي تزين غرفهم وحياتهم.
لنأخذ دائماً الصورة الجميلة من المناسبات الدينية ولنترك الطابع الميثي الذي يخدع الأطفال ويجعلهم مؤمنين بخوارق ميتافيزيقية لا علاقة لها بواقعهم ومجتمعهم.
ليت بابا ناويل يكون ظاهرة شبيهة بروبن هود يأخذ من الاغنياء ما سرقوه ويعطيه للفقراء حينها تصبح قيم المسيح ومحمد التي تعلمناها مجسدة بفعل مفيد لا باسطورة تخدم أطفال الأغنياء فقط.
وكل عام وأنتم بخير.
لست ممن يتماهون كثيراً مع الأعياد الدينية، مع أني قد أكون مُجبراً على عيش بعض أجوائها بحكم الجو العائلي أو المناطقي. بيد أن الوجه الآخر من هذه الأعياد قد يكون إيجابياً بحيث يصبح عيش هذه الظاهرة العابقة بالفرح واجباً اجتماعياً وعائلياً، وما أكثر الواجبات في مجتمعنا الشرقي.
نقف اليوم أمام عيدين يحتفل بهما الجزء الأكبر من سكان العالم؛ عيد ميلاد السيد المسيح وعيد رأس السنة الميلادية المُرتبطة عضوياً بميلاد عيسى اليسوع.
أمام هذه المناسبة نستحضر جدالات واسعة بين المسلمين أنفسهم حول جدوى الاحتفال بهذه المناسبة على أنها مناسبة مسيحية بحتة لا علاقة للمسلمين بها، فيما يذهب السلفيون إلى أن أي احتفال بأي مناسبة من هذا النوع هو “بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار”. لكن بعض المتنورين من المسلمين وجدوا نقطة تقاسم مشتركة بين المسلمين والمسيحيين بأن الاحتفال بعيسى هو احتفال بميلاد نبي من أنبياء الله، وهو واجب على المسلمين مثل عيد مولد النبي محمد.
وفيما يتعلق برأس السنة الميلادية، أصبح بعض المسلمين واقعياً في قبول هذه المناسبة والاعتراف بها كمحطة زمنية تفصل بين حولين، فأصبحنا نرى عائلات المسلمين في لبنان وبعض البلدان الإسلامية يحتفلون ويسهرون ومنهم من يشرب الكحول ويرقص ويفرح حتى الثمالة، على اعتبار ان هذه المناسبة هي التقويم الزمني الذي يلجأ اليه معظم سكان الأرض.
في أي حال، أنا لا يهمني الطابع الأسطوري الميثولوجي من المناسبات الدينية والحديث عن القوى الخارقة وسانتا كلوز الذي ينزل من السماء على عربة تجرها غزلان يحمل الهدايا الى المؤمنين. ولا يهمني كيف أسرى النبي من مكة الى القدس وعرج الى السماء السابعة في ليلة واحدة. انما ما يهمني من هذه المناسبات هو الطابع الاجتماعي الذي لا يزال يجمع الأقارب والأصدقاء ويحيي التواصل بينهم، في زمن تراجعت فيه وتيرة التواصل الاجتماعي الى نقطة مخيفة.
النقطة الأهم في هذه المناسبات مثل اعياد الفطر والأضحى ورأس السنة والميلاد والفصح وغيرها، هي الابتسامة الجميلة التي نراها على ثغور الأطفال والألعال التي تزين غرفهم وحياتهم.
لنأخذ دائماً الصورة الجميلة من المناسبات الدينية ولنترك الطابع الميثي الذي يخدع الأطفال ويجعلهم مؤمنين بخوارق ميتافيزيقية لا علاقة لها بواقعهم ومجتمعهم.
ليت بابا ناويل يكون ظاهرة شبيهة بروبن هود يأخذ من الاغنياء ما سرقوه ويعطيه للفقراء حينها تصبح قيم المسيح ومحمد التي تعلمناها مجسدة بفعل مفيد لا باسطورة تخدم أطفال الأغنياء فقط.
وكل عام وأنتم بخير.
"برس نت" 18 كانون الأول 2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق