معمر عطوي
لا أحد من المسؤولين في الوطن العربي يلتفت إلى تلك الشريحة المنفية في وطنها، المُهمّشة، التي لا صوت لها في ظل تعالي أصوات اليمين واليسار والوسط، والجلبة الصاخبة التي تقض مضاجع الشوارع العربية بمشاحنات سياسية تصب في خدمة هذا الطرف او تلك الآيديولوجيا أو في مصلحة فلتان وعلتان.
وقصة القابضين على الجمر، مستوحاة من حديث نبوي يقول فيه الرسول محمد بن عبدالله الهاشمي، إن القابض على دينه في آخر الزمان يصبح كالقابض على الجمر. لكن الحقيقة أن من يقبض على الجمر ليس المؤمن بدين معيّن ولا التابع لتيار إسلامي يزعم أن النبي يخصّه بهذا الحديث، خصوصاً أن وضع الإسلام السياسي اليوم في أوج صعوده، رغم كافة التحديات التي تواجهه.
فالتيار الإسلامي أصبح قابضاً على السلطة في بعض البلدان، وفي بلدان أخرى على المجتمع، عن طريق وصاية أصحاب الأمر بالمعروف والناهين عن المنكر، في حين أن من يقبض على الجمر هو الشعب الفقير المسكين الذي لا يجد قوت يومه ولا يستطع الخروج شاهراً سيفه، على حد قول الصحابي «اليساري» أبو ذر الغفاري.
ثمة شريحة واسعة تعيش في العالم العربي، غائبة عن سمع الثورات واهتمام السلطات، تعيش خارج مواثيق الأحزاب، وبعيداً جداً عن البرامج الانتخابية للمرشحين للانتخابات سواء الرئاسية أو البلدية او التشريعية.
هذه الفئة التي يتاجر باسمها الجميع في خطاباتهم وتصريحاتهم ولقاءاتهم الصحافية ويدعي وصلاً بليلاها، «وليلى لا تُقرُّ لهم»، هي فئة الفقراء المُعدمين غير المؤدلجين، الذين كانوا شرارة الثورات فأصبحوا على هامشها، بدأوا وقوداً للانتفاضات الاجتماعية وصاروا رقماً اضافياً لا يعيره الواصلون انتباهاً ولا تقديراً ولا تكريماً لتاريخ ملئ بالعذاب وشظف العيش.
«كل حزب بما لديهم فرحون»، آية قرآنية يفرح بها المؤمنون، ويمارسها أنصار الإسلام السياسي بحذافيرها، فلا يهتّمون حين يصلون الى مركز للقرار سوى بأنصارهم وعناصرهم المقربين، أما الشعب الفقير فيكفيه بعض إعانات غذائية من سمن ورز وسكر شهرياً، وفي الأعياد توزع عليهم الأضاحي التي ذبحت في مكة. إعانات لا تسمن ولا تغني من جوع. وجوع تراكم عبر السنين بفعل السلطات التي تحابي من لها مصلحة معه ومن يخدمها في ظلم الشعب وفي استمرار لعبة الاستبداد.
«شلة التعتير» هذه غائبة عن سمع وبصر كل من يتناطح نحو السلطة اليوم أو يؤكد صموده في وجه التيار الخصم ويمكن اسقاط ذلك على العهديد من المواقف؛ أليس عاراً على السلطة في سوريا ومعارضتها المُسلّحة أن يفتخران بأن لا أحد «انتصر» في المعركة الجارية منذ نحو سنتين، فيما القابضون على الجمر يُقتلون بالآلاف برصاص الطرفين؟
أليس عاراً على حكام مصر الساعين الى حكم الشريعة ومعارضيهم الذي في جزء منهم فلول من النظام السابق، أن يستمروا بمعركة طويلة حول قضية يمكن تأجيلها لإصلاح وضع الفئة الفقيرة التي لا تزال تجد في المقابر سكناها وفي براميل النفايات غذءاها؟
لا أحد من المسؤولين في الوطن العربي يلتفت إلى تلك الشريحة المنفية في وطنها، المُهمّشة، التي لا صوت لها في ظل تعالي أصوات اليمين واليسار والوسط، والجلبة الصاخبة التي تقض مضاجع الشوارع العربية بمشاحنات سياسية تصب في خدمة هذا الطرف او تلك الآيديولوجيا أو في مصلحة فلتان وعلتان.
وقصة القابضين على الجمر، مستوحاة من حديث نبوي يقول فيه الرسول محمد بن عبدالله الهاشمي، إن القابض على دينه في آخر الزمان يصبح كالقابض على الجمر. لكن الحقيقة أن من يقبض على الجمر ليس المؤمن بدين معيّن ولا التابع لتيار إسلامي يزعم أن النبي يخصّه بهذا الحديث، خصوصاً أن وضع الإسلام السياسي اليوم في أوج صعوده، رغم كافة التحديات التي تواجهه.
فالتيار الإسلامي أصبح قابضاً على السلطة في بعض البلدان، وفي بلدان أخرى على المجتمع، عن طريق وصاية أصحاب الأمر بالمعروف والناهين عن المنكر، في حين أن من يقبض على الجمر هو الشعب الفقير المسكين الذي لا يجد قوت يومه ولا يستطع الخروج شاهراً سيفه، على حد قول الصحابي «اليساري» أبو ذر الغفاري.
ثمة شريحة واسعة تعيش في العالم العربي، غائبة عن سمع الثورات واهتمام السلطات، تعيش خارج مواثيق الأحزاب، وبعيداً جداً عن البرامج الانتخابية للمرشحين للانتخابات سواء الرئاسية أو البلدية او التشريعية.
هذه الفئة التي يتاجر باسمها الجميع في خطاباتهم وتصريحاتهم ولقاءاتهم الصحافية ويدعي وصلاً بليلاها، «وليلى لا تُقرُّ لهم»، هي فئة الفقراء المُعدمين غير المؤدلجين، الذين كانوا شرارة الثورات فأصبحوا على هامشها، بدأوا وقوداً للانتفاضات الاجتماعية وصاروا رقماً اضافياً لا يعيره الواصلون انتباهاً ولا تقديراً ولا تكريماً لتاريخ ملئ بالعذاب وشظف العيش.
«كل حزب بما لديهم فرحون»، آية قرآنية يفرح بها المؤمنون، ويمارسها أنصار الإسلام السياسي بحذافيرها، فلا يهتّمون حين يصلون الى مركز للقرار سوى بأنصارهم وعناصرهم المقربين، أما الشعب الفقير فيكفيه بعض إعانات غذائية من سمن ورز وسكر شهرياً، وفي الأعياد توزع عليهم الأضاحي التي ذبحت في مكة. إعانات لا تسمن ولا تغني من جوع. وجوع تراكم عبر السنين بفعل السلطات التي تحابي من لها مصلحة معه ومن يخدمها في ظلم الشعب وفي استمرار لعبة الاستبداد.
«شلة التعتير» هذه غائبة عن سمع وبصر كل من يتناطح نحو السلطة اليوم أو يؤكد صموده في وجه التيار الخصم ويمكن اسقاط ذلك على العهديد من المواقف؛ أليس عاراً على السلطة في سوريا ومعارضتها المُسلّحة أن يفتخران بأن لا أحد «انتصر» في المعركة الجارية منذ نحو سنتين، فيما القابضون على الجمر يُقتلون بالآلاف برصاص الطرفين؟
أليس عاراً على حكام مصر الساعين الى حكم الشريعة ومعارضيهم الذي في جزء منهم فلول من النظام السابق، أن يستمروا بمعركة طويلة حول قضية يمكن تأجيلها لإصلاح وضع الفئة الفقيرة التي لا تزال تجد في المقابر سكناها وفي براميل النفايات غذءاها؟
"برس نت" 17 كانون الأول 2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق