معمر عطوي
كلما سمعت مقطوعات موسيقية معروفة من أمهات الأعمال العالمية، شعرت بنفسي وكأني أسمعها لأول مرة
. أتماهى مع انسيابيتها وأحرّك رأسي ويدي بطريقة لا إرادية تفاعلاً، واشعر كأني أشاهد شريطاً مصوّراً يحكي قصة معينة فأتخيل شخصيات ومشاهد وصور طبيعية خضراء ومياه ووجوه حسنة تحلق في مشهدية مخيالي المتواضع. هذا غير ما يختلج في قلبي من مشاعر تتحرك على وقع الموسيقى بين الحزن والفرح وبين التأمل والإحتفال.
كلما سمعت مقطوعات موسيقية معروفة من أمهات الأعمال العالمية، شعرت بنفسي وكأني أسمعها لأول مرة
. أتماهى مع انسيابيتها وأحرّك رأسي ويدي بطريقة لا إرادية تفاعلاً، واشعر كأني أشاهد شريطاً مصوّراً يحكي قصة معينة فأتخيل شخصيات ومشاهد وصور طبيعية خضراء ومياه ووجوه حسنة تحلق في مشهدية مخيالي المتواضع. هذا غير ما يختلج في قلبي من مشاعر تتحرك على وقع الموسيقى بين الحزن والفرح وبين التأمل والإحتفال.
حين قلت إن الموسيقى سدرة المُنتهى في مقالي السابق هنا، كنت قد عنيت ما قلت،
فسدرة المًنتهى هي تلك الشجرة المُثمرة التي يحلم المؤمنون بالوصول اليها في الجنة
الموعودة والأكل منها.
كذلك هي الموسيقى بالنسبة لمؤمن بالحب والجمال. كما خلق الله سدرة المنتهى للمسلمين، خلق الموسيقيون سموفونيات مثمرة لمتذوقيهم وألّفوا مقطوعات ونوتات تتساقط منها الألحان رطباً طيباً على هذه الشريحة التي تتناغم مع هذا النوع الراقي من الفنون.
كذلك هي الموسيقى بالنسبة لمؤمن بالحب والجمال. كما خلق الله سدرة المنتهى للمسلمين، خلق الموسيقيون سموفونيات مثمرة لمتذوقيهم وألّفوا مقطوعات ونوتات تتساقط منها الألحان رطباً طيباً على هذه الشريحة التي تتناغم مع هذا النوع الراقي من الفنون.
من لا يعرف قيمة الموسيقى الكلاسيكية، فإنه بالتأكيد لا يعرف قيمة الخلق
الإنساني للإبداع، وبالتأكيد قد فاته الكثير من متع الحياة وجمالياتها.
ولعل الاستعدادات العالمية الجارية للاحتفال هذا العام بمرور مئتي سنة على ولادة الموسيقي الألماني الشهير فليهيلم ريتشارد فاغنر (22 أيار 1813 – 13 شباط 1883)، تؤكد أهمية هذا الموسيقي المثير للجدل.
ومن لا يعرف فاغنر المؤلف الموسيقي والكاتب المسرحي الألماني، الذي ولد في مدينة لايبزغ، وتوفى في البندقية، إيطاليا.
ولعل الاستعدادات العالمية الجارية للاحتفال هذا العام بمرور مئتي سنة على ولادة الموسيقي الألماني الشهير فليهيلم ريتشارد فاغنر (22 أيار 1813 – 13 شباط 1883)، تؤكد أهمية هذا الموسيقي المثير للجدل.
ومن لا يعرف فاغنر المؤلف الموسيقي والكاتب المسرحي الألماني، الذي ولد في مدينة لايبزغ، وتوفى في البندقية، إيطاليا.
ولطالما شكلت حياة فاغنر جدلاً واسعاً لما مرت فيه من محطات لافتة، فقد كان
معلماً على الجوقة الموسيقية في الكنيسة المُلحقة بالبلاط الأميري في درسدن
(سكسونيا)، لكنه اعتنق الأفكار الثورية، ما جعله عرضة للملاحقة فاضطر إلى الهرب نحو
سويسرا، حيث بقي لفترة (1849 – 1861).
أمّا الإشكالية الأكبر والأخطر، التي وقع فيها صاحب أوبرا «المركب الشبح»، فهي كونه كان أحد الموسيقيين المفضلين لدى زعيم الرايخ الثالث النازي أدولف هتلر، الأمر الذي جعله مكروهاً من الصهاينة، وفُرض على أعماله حظر غير مكتوب في الكيان الصهيوني.
هذه الإشكالية تعيد طرح خطأ التعامل مع المُبدع فيما لا ذنب له به، فمؤلف المقطوعة الرائدة «تانهويزر» توفي قبل وصول هتلر الى السلطة بنحو خمسين سنة، فما ذنبه إذا كان الديكتاتور النازي قد أُعجب بأعماله. لقد واجهت أعمال رائد النزعة الرومانسية في ألمانيا بعد نحو أكثر من نصف قرن على وفاته، العديد من المواقف العنصرية النابعة من دوافع سياسية دينية، حيث كان بعض اليهود الصهاينة بحجة هتلر يقاطعون أي عمل موسيقي يتضمن أعمالاً لهذا الرجل الذي ألّف العديد من المقطوعات مثل «لوهينغرين (1850)»، وحلقة «نيوبلونغ» أو الرباعية الأوبرالية (852-1876)، و«تيستان وإيزولده (1865)».
و«بارسيفال(1876)».
في كل الأحوال لم تؤثّر كل هذه المواقف والحركات التميّيزيّة الحاقدة على موقع فاغنر فبقي إسمه من بين الأسماء الكبيرة في عالم الموسيقى الكلاسيكية، ولا تزال مؤلّفاته تصدح في الأمسيات الموسيقيّة وتتصدّر أهم المكتبات. ذلك لأن الفن والثقافة دائماً هما اقوى من السياسة ومن المُفترض أن يقودا السياسيين لا العكس.
نعم، الموسيقى عالم آخر نلجأ إليه حين نرغب بالجلوس مع ذواتنا في لحظات تأمل تحتاج الى هذا الفن ليكون صلة الوصل بيننا وبين عالم الجوهر، الذي قد يعبّر عنه المؤمنون بعالم الروحانيات. قليل من الموسيقى يُفرح القلب.
أمّا الإشكالية الأكبر والأخطر، التي وقع فيها صاحب أوبرا «المركب الشبح»، فهي كونه كان أحد الموسيقيين المفضلين لدى زعيم الرايخ الثالث النازي أدولف هتلر، الأمر الذي جعله مكروهاً من الصهاينة، وفُرض على أعماله حظر غير مكتوب في الكيان الصهيوني.
هذه الإشكالية تعيد طرح خطأ التعامل مع المُبدع فيما لا ذنب له به، فمؤلف المقطوعة الرائدة «تانهويزر» توفي قبل وصول هتلر الى السلطة بنحو خمسين سنة، فما ذنبه إذا كان الديكتاتور النازي قد أُعجب بأعماله. لقد واجهت أعمال رائد النزعة الرومانسية في ألمانيا بعد نحو أكثر من نصف قرن على وفاته، العديد من المواقف العنصرية النابعة من دوافع سياسية دينية، حيث كان بعض اليهود الصهاينة بحجة هتلر يقاطعون أي عمل موسيقي يتضمن أعمالاً لهذا الرجل الذي ألّف العديد من المقطوعات مثل «لوهينغرين (1850)»، وحلقة «نيوبلونغ» أو الرباعية الأوبرالية (852-1876)، و«تيستان وإيزولده (1865)».
و«بارسيفال(1876)».
في كل الأحوال لم تؤثّر كل هذه المواقف والحركات التميّيزيّة الحاقدة على موقع فاغنر فبقي إسمه من بين الأسماء الكبيرة في عالم الموسيقى الكلاسيكية، ولا تزال مؤلّفاته تصدح في الأمسيات الموسيقيّة وتتصدّر أهم المكتبات. ذلك لأن الفن والثقافة دائماً هما اقوى من السياسة ومن المُفترض أن يقودا السياسيين لا العكس.
نعم، الموسيقى عالم آخر نلجأ إليه حين نرغب بالجلوس مع ذواتنا في لحظات تأمل تحتاج الى هذا الفن ليكون صلة الوصل بيننا وبين عالم الجوهر، الذي قد يعبّر عنه المؤمنون بعالم الروحانيات. قليل من الموسيقى يُفرح القلب.
"برس نت" 2013/02/05
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق