اللغة
الألمانية رغم صعوبتها أصبحت مطلوبة
وبإلحاح لدى شريحة من اللبنانيين، لأسباب
عديدة، قد يكون أهمها متابعة الدراسة في
الجامعات الألمانية وقد يكون لسبب تجاري
بحكم أهمية هذا البلد الأوروبي من الناحية
الاقتصادية، ناهيك بدافع الزواج أو جمع
الشمل
-----
بيروت ـ معمر عطوي
لم
يعد أمر تعلّم اللغة الألمانية في لبنان
صعباً مع وجود العديد من الأماكن التي
باتت تتيح هذه الفرصة لطالب اللغة؛ فإلى
جانب معهد غوته في بيروت هناك معاهد أخرى
تقوم بالتدريس وفق معايير"غوته"،
مثل مركز الصفدي في طرابلس (شمال)
والرابطة
الألمانية اللبنانية لتعزيز الثقافة في
جونية (غرب)
ومركز
اللغة الأميركي اللبناني في صيدا (جنوب).
ولم
تتوقف عجلة نشر الثقافة الألمانية عند
هذا الحد، فقد انضمت مدستان لبنانيتان
رسميتان إلى برنامج "PASCH-
SCHULEN" أي
"مدارس
شركاء للمستقبل"،
حيث باتت مدرسة البنات في صيدا وثانوية
جميل رواس للصبيان في بيروت تعتمدان اللغة
الألمانية لبعض الصفوف كلغة أجنبية ثانية.
هذا إلى
جانب المدرسة الألمانية الموجودة في أكثر
من منطقة لبنانية.
معهد
غوته يؤهّل المًدرّسين
مديرة
قسم تعليم اللغة في معهد غوته في بيروت،
صابينه هاوبت، توضح لـ DW
عربية،
طرق تدريس الألمانية والصعوبات التي
يواجهها المدرّسون والطلاب، مشيرة إلى
أن هذه اللغة أصبحت الآن
أيضاً مُدرجة منذ الفصل الشتوي الحالي
في كلية اللغات
والترجمة التابعة للجامعة
اللبنانية.
وتقول
هاوبت، إن هذه المبادرة تمت بمبادرة من
معهد غوته ومؤسسة "DAAD"
التي
تقدّم منحاً مدرسية للطلاب الأجانب الذين
يرغبون بمتابعة دراستهم في ألمانيا،
موضحةً أن كل المدرّسين المعتمدين لدى
المدارس الشريكة قد تم تأهيلهم في معهد
غوته ووفق منهجه وارشاداته.
وتضيف
أن الطريقة الأفضل التي يعتمدها المعهد
هي عبر أربعة مهارات:
المحادثة
والسماع والقراءة والكتابة، لافتةً إلى
أن اللغة تتحصل
من الكلام ومن المعلم الواعي والتواصل
المهم، وليس من الحصص الدراسية وحدها.
وعن
عدد الطلاب في المعهد تفيد هاوبت بأنهم
"حتى
هذا الوقت ألف طالب والعدد مرشح للتصاعد".
أما
عن الأسباب التي تدفع كل طالب لدراسة
الألمانية، فتجيب أن "معظمهم
يريدون متابعة الدراسة في ألمانيا أو
التخصص في مجالات معينة مثل الطب والهندسة"،
مشيرة إلى أن طلاباً كثراً أتوا في الفترة
الأخيرة من سوريا لعدم إمكان التعلم هناك
الآن بسبب الاضطرابات.
وتلفت
السيدة هاوبت إلى أن هناك بعض الطلاب
يهتمون بالثقافة والفن، ومنهم من يتعلم
اللغة، "لأنه
يريد قراءة الفلاسفة الألمان بلغتهم
الأصلية".
إضافة
الى ذلك هناك بعض الطلاب الذين يأتون
الينا كونهم يعملون مع شركات أو معاهد
ألمانية.
ومنهم
دبلوماسيون يودون العمل في ألمانيا أو
طلاب في الكلية البحرية العسكرية، والذين
يتدرّبون مع البحرية الألمانية.
ومنهم
موظفون في شركة الطيران الألمانية
"لوفتهانزا.
إهتمام
بالثقافة
وتؤكد
هاوبت اهتمام معظم الطلاب بالثقافة
الألمانية وبمعرفة أساليب العيش هناك
ومعالم برلين الثقافية وغيرها، مشيرة
الى برنامج ثقافي يقدمه المعهد بشكل
منتظم.
ويقول
أحد طلاب المعهد
لـ DW
عربية،
إن الألمانية صعبة جداً، لكن الأمر يعتمد
على المعلم. "حين
يقوم الطالب بتمارين كثيرة وبمحادثات
وافرة يمكن له التعلم بسرعة مفاجئة وهذا
بحد ذاته يصنع المتعة".
الهدف
هو الزواج
ويوضح
بعض الطلاب لـ DW
عربية،
أنهم يدرسون
الألمانية بهدف الزواج من ألمانية، فيما
يشير آخرون إلى نيّتهم متابعة الدراسة
في ألمانيا.
وعن
الصعوبات التي يواجهونها، أبدى البعض
تخوفه من الامتحانات، وصعوبة في فهم
القواعد خصوصاً حالة النصب AKKUSATIV
وحالة
الجر DATIV.
بدورها
تروي المعلّمة يوليا غلاسهوف لـ DW
عربية،
تجربتها مع التدريس قائلة:
"درست
في ألمانيا الأدب المقارن وقمت كطالبة
بالتدرب في معهد غوته في بيروت وتابعت
الكثير من الحصص الدراسية، عندها عرفت
أني سأصبح معلمة.
وتابعت
أيضاً دراسة إضافية هي "الألمانية
كلغة أجنبية". من
الصعب دائماً أن يبقى المرء متابعاً كل
ما هو حديث وللاتجاهات الجديدة لتدريس
اللغة. لكني
أذهب بشكل منتظم الى ألمانيا، من أجل
تطوير نفسي على الغالب برعاية معهد غوته".
صعوبات
اللغة
وعن
الصعوبات التي يواجهها الطلاب توضح
المعلّمة أن "الطلاب
اللبنانيين موهوبون باللغة ويعرفون
بغالبيتهم لغتين أو ثلاث لغات.
معظم
الطلاب يستخدمون في البداية اللغة
الانغليزية؛ فاللغتان يتشابهان كثيراً.
يحدث
ذلك في الصفوف الابتدائية، حيث أقوم
بالسؤال باللغة الألمانية ويجيب التلميذ
تلقائياً بالانغليزية.
أيضاً يجهد التلاميذ
كثيراً في تعلم أدوات التعريف..
الصعوبة تكمن الجمل
الطويلة، التي تتضمن الكثير من الكلمات
الألمانية وينبغي لفظها بدقة.
هذا الى حد ما طريقة
قديمة – الطريقة الأفضل في الالمانية هي
الطريقة الأوضح. الاتجاه
العام منذ سنوات قليلة هو لتقصير الجُمل
والأفعال المُفضّلة بحيث تصبح الألمانية
دائماً سهلة".
وتنتقل
DW
عربية،
إلى مدينة صيدا في الجنوب، حيث التقت
مديرة ثانوية البنات الرسمية فاديا جبيلي،
التي تحدثت عن تجربة برنامج "مدارس
شركاء للمستقبل"،
فقالت إن "معهد
غوته قام بتوقيع اتفاقية مع وزارة التربية
اللبنانية بغية إدخال اللغة الألمانية
الى المدارس اللبنانية، فتم اختيار
مدرستنا من خلال لجنة.
وبحث
المعهد عن مدرّس بمواصفات معينة وبعمر
محدد، وتم اختيار أحد مدرّسي اللغة
الانغليزية لدينا وتم تأهيله لتعليم
الألمانية من خلال دورات أجراها في معهد
غوته"،
مشيرة الى أن وزارة الخارجية الألمانية
تدعم هذا المشروع.
التعرّف
على الحضارة
وتوضح
جبيلي لـ DW
عربية،
أن تعليم الألمانية الآن يتم في فصلين
فقط على أن يتم توسيعه ليشمل فصول أخرى.
وترى
أن تعلّم اللغة يفتح المجال للتعرف على
حضارة أخرى "لأن
كل لسان في الحقيقة إنسان".
بدوره
يوضح المدّرس جوزف سميا، كيف تعلم
الألمانية خلال 11
شهراً
لينال بعدها شهادة "بي
-2"،
معتبراً أن تعلمه لهذه اللغة ساعده على
اكتشاف حضارة المانيا، مؤكداً أن اللغة
ليست سهلة وأنها منطقية لدرجة مطابقة
معظم كلماتها لمعناها.
ويضيف
عن الصعوبات انه يحاول تقريب اللغة إلى
اذهان الطالبات باختيار المشتركات بين
الانكليزية والألمانية.
وأخيراً
ترى التلميذة عنايات عطا الله، خلال
حديثها لـ DW
عربية
، أهمية إدراج اللغة الألمانية في المنهج
الدراسي، والذي ساعدها على معرفة هذه
الحضارة، خصوصاً أن ادراج هذا المشروع
أفسح المجال أمامها للمشاركة في مخيم في
المانيا، حيث تعرفت أكثر على اللغة
والثقافة هناك، معبّرة عن رغبتها بقبول
منحة دراسية للدراسة في جامعات ألمانيا.
16 شباط DW ،2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق