ليست المرة الأولى التي تثير فيها تصريحات الكاتب الألماني غونتر
غراس (84 عاماً)، ردود فعل واسعة من دوائر الصهيونية العالمية ومن يدور في فلكها
ويتبع مصالحها. فتهمة ”معاداة السامية” جاهزة لكل من ينتقد سياسة اسرائيل
ومسؤوليها، حتى طالت العديد من الكتاب والمفكرين ونجوم سينما وفنانين كان لهم رأيهم
الصريح في هذه السياسة القمعية الاستيطانية.
فحامل جائزة نوبل للآداب الاشتراكي اليساري الألماني بقي وفياً لمبادئ حزبه، «الاشتراكي الديموقراطي»، فيما انخرط سياسيون من الحزب نفسه في لعبة «عقدة الذنب» وانضموا الى مسايرة الصهاينة في اطار موجة البكائين على ضحايا الهولوكوست وفق تلك المعزوفة التي أصبح معظم الأوروبيين يملّون تكرارها.
في المرة السابقة منذ نحو ست سنوات خرج صاحب ”الطبل الصفيح” ليعترف في مذكراته بأنه خدم في عداد شبيبة هتلر المسلّحة ”إس إس” خلال الحرب العالمية الثانية وأُسر على أيدي الأميركيين. كان هذا الاعتراف الذي لا يشير الا الى واقع فرضته النازية على أبناء الشعب الألماني قسراً، بمثابة ذريعة لهجوم واسع ومنظّم من دوائر الصهيونية العالمية على الأديب اليساري الذي كان دائماً نصيراً للمظلومين ومنتقداً للظلم حتى لو أتى من كيان يحمّل بلده الأم عقدة ذنب أبدية عن ممارسات النازية بحق اليهود.
لقد طفح كيل غونتر غراس أخيراً ليتفجّر قصيدة نثرية قال فيها «ما ينبغي قوله».
لهذا كان من المفيد ترجمة هذه القصيدة السياسية بامتياز، والتي دافع فيها صاحب “الرقصات الأخيرة” عن برنامج نووي سلمي لإيران وانتقد بحدة ”نفاق الغرب” في المسألة الاسرائيلية. لهذا انقل هذه القصيدة الى العربية عن صحيفة ”زود دويتشه” الألمانية، حيث نشرت في الرابع من نيسان الحالي بالتزامن مع صحف أخرى مثل "ريبوبليكا" الايطالية و"البايس" الإسبانية.
ما ينبغي قوله
لماذا أصمت؟، أخفي طويلاً ما هو جليّ ومُحاكى
هل أصمت الى حين نكون نحن الناجين،
في أحسن الأحوال، مجرد حواشي؟
حتماً ستدمّر الضربة الأولى المزعومة، التي يثرثرون حولها،
الشعب الإيراني،
لمجرد اشتباه أصحاب النفوذ ببناء قنبلة ذريّة.
ولماذا أحظر على نفسي،
تسمية بلد آخر يملك قدرات نووية متنامية ومتاحة منذ سنوات..
لكنها خارج السيطرة، والتفتيش محظور؟
هذا الصمت المعمّم على هذه الوقائع، والذي يُخضعني للسكوت،
أشعر بأنه كذبة ثقيلة وإكراه،
ومن يخرق هذا الصمت، العقوبة جاهزة:
مألوف هي تهمة ”معاداة السامية”.
لكن اليوم، لأن من بلدي،
وهو المُلاحق مرة إثر أخرى
بجرائم فطرية،
من جديد ومن أجل أهداف تجارية بحتة
يناقشون بشفاه رشيقة التعويض.
ينبغي أن تُسلمّ غواصة أخرى إلى إسرائيل،
مع ميزة خاصة بإمكانية حملها رؤوساً مدمّرة،
إلى هناك، حيث لا دليل على وجود
قنبلة نووية واحدة
لكن الخوف يحتل مكان قوة الدليل،
لكن لماذا سكتت حتى هذا الوقت؟،
لأني فكرّت، بأن خلفيتي، التي أُبتليت بلطخة العار،
حظرت هذه الواقعة كحقيقة واضحة،
إسرائيل التي أتضامن معها وأريد أن أبقى كذلك.
لماذا أقول الآن، وقد بلغت من العمر عتياً وبما تبقى من حبر قلمي،
بأن القوة النووية الإسرائيلية تهّدد السلام الهش في العالم؟
لأن ما ينبغي قوله الآن قد يصبح متأخراً غداً.
أيضاً لأننا نحن الألمان تحملنا بما فيه الكفاية
يمكن أن نصبح مورّدين لجريمة يمكن توقعها،
ولهذا قد لا يمكن التكفير
عن اشتراكنا في الذنب ساعتها
بكل الأعذار المعتادة.
وأضيف: لن أصمت بعد الآن،
لأني سئمت من نفاق الغرب مثلما لدي الأمل
بأن يتحرر الكثيرون من صمتهم
ويطالبوا المتسبب في الخطر المحدق
بنبذ العنف.
ينبغي على حكومتي اسرائيل وايران السماح لعمليات مراقبة دائمة وبلا عراقيل
للترسانة النووية الاسرائيلية والمنشآت النووية الإيرانية
بهذه الطريقة فقط
على الإسرائيليين والفلسطينيين
وعلى كل من يعيشون
مكدسين في مناطق متجاورة حياة عدائية
أن يساعدونا في النهاية.
SüddeutscheZeitung 4-4-2012
فحامل جائزة نوبل للآداب الاشتراكي اليساري الألماني بقي وفياً لمبادئ حزبه، «الاشتراكي الديموقراطي»، فيما انخرط سياسيون من الحزب نفسه في لعبة «عقدة الذنب» وانضموا الى مسايرة الصهاينة في اطار موجة البكائين على ضحايا الهولوكوست وفق تلك المعزوفة التي أصبح معظم الأوروبيين يملّون تكرارها.
في المرة السابقة منذ نحو ست سنوات خرج صاحب ”الطبل الصفيح” ليعترف في مذكراته بأنه خدم في عداد شبيبة هتلر المسلّحة ”إس إس” خلال الحرب العالمية الثانية وأُسر على أيدي الأميركيين. كان هذا الاعتراف الذي لا يشير الا الى واقع فرضته النازية على أبناء الشعب الألماني قسراً، بمثابة ذريعة لهجوم واسع ومنظّم من دوائر الصهيونية العالمية على الأديب اليساري الذي كان دائماً نصيراً للمظلومين ومنتقداً للظلم حتى لو أتى من كيان يحمّل بلده الأم عقدة ذنب أبدية عن ممارسات النازية بحق اليهود.
لقد طفح كيل غونتر غراس أخيراً ليتفجّر قصيدة نثرية قال فيها «ما ينبغي قوله».
لهذا كان من المفيد ترجمة هذه القصيدة السياسية بامتياز، والتي دافع فيها صاحب “الرقصات الأخيرة” عن برنامج نووي سلمي لإيران وانتقد بحدة ”نفاق الغرب” في المسألة الاسرائيلية. لهذا انقل هذه القصيدة الى العربية عن صحيفة ”زود دويتشه” الألمانية، حيث نشرت في الرابع من نيسان الحالي بالتزامن مع صحف أخرى مثل "ريبوبليكا" الايطالية و"البايس" الإسبانية.
ما ينبغي قوله
لماذا أصمت؟، أخفي طويلاً ما هو جليّ ومُحاكى
هل أصمت الى حين نكون نحن الناجين،
في أحسن الأحوال، مجرد حواشي؟
حتماً ستدمّر الضربة الأولى المزعومة، التي يثرثرون حولها،
الشعب الإيراني،
لمجرد اشتباه أصحاب النفوذ ببناء قنبلة ذريّة.
ولماذا أحظر على نفسي،
تسمية بلد آخر يملك قدرات نووية متنامية ومتاحة منذ سنوات..
لكنها خارج السيطرة، والتفتيش محظور؟
هذا الصمت المعمّم على هذه الوقائع، والذي يُخضعني للسكوت،
أشعر بأنه كذبة ثقيلة وإكراه،
ومن يخرق هذا الصمت، العقوبة جاهزة:
مألوف هي تهمة ”معاداة السامية”.
لكن اليوم، لأن من بلدي،
وهو المُلاحق مرة إثر أخرى
بجرائم فطرية،
من جديد ومن أجل أهداف تجارية بحتة
يناقشون بشفاه رشيقة التعويض.
ينبغي أن تُسلمّ غواصة أخرى إلى إسرائيل،
مع ميزة خاصة بإمكانية حملها رؤوساً مدمّرة،
إلى هناك، حيث لا دليل على وجود
قنبلة نووية واحدة
لكن الخوف يحتل مكان قوة الدليل،
لكن لماذا سكتت حتى هذا الوقت؟،
لأني فكرّت، بأن خلفيتي، التي أُبتليت بلطخة العار،
حظرت هذه الواقعة كحقيقة واضحة،
إسرائيل التي أتضامن معها وأريد أن أبقى كذلك.
لماذا أقول الآن، وقد بلغت من العمر عتياً وبما تبقى من حبر قلمي،
بأن القوة النووية الإسرائيلية تهّدد السلام الهش في العالم؟
لأن ما ينبغي قوله الآن قد يصبح متأخراً غداً.
أيضاً لأننا نحن الألمان تحملنا بما فيه الكفاية
يمكن أن نصبح مورّدين لجريمة يمكن توقعها،
ولهذا قد لا يمكن التكفير
عن اشتراكنا في الذنب ساعتها
بكل الأعذار المعتادة.
وأضيف: لن أصمت بعد الآن،
لأني سئمت من نفاق الغرب مثلما لدي الأمل
بأن يتحرر الكثيرون من صمتهم
ويطالبوا المتسبب في الخطر المحدق
بنبذ العنف.
ينبغي على حكومتي اسرائيل وايران السماح لعمليات مراقبة دائمة وبلا عراقيل
للترسانة النووية الاسرائيلية والمنشآت النووية الإيرانية
بهذه الطريقة فقط
على الإسرائيليين والفلسطينيين
وعلى كل من يعيشون
مكدسين في مناطق متجاورة حياة عدائية
أن يساعدونا في النهاية.
SüddeutscheZeitung 4-4-2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق