3‏/10‏/2007

نضال الكوبيّين في وجه عصابات «اليانكي»




معمر عطوي
وثيقة تاريخيّة لمواجهة لا تزال قائمة
يأتي تعريب «إعلان هافانا»، في الذكرى الـ45 لصدور البيان الثاني الذي أصدره الزعيم الكوبي فيديل كاسترو في عام 1962، ليؤكّد استمرار «أعمال التخريب» الاقتصادي على أيدي عصابات «اليانكي» الإمبريالية العالمية بقيادة الولايات المتّحدة، حتى اليوم، في ما يشبه إعادة صياغة للأحداث، وإن أصبحت اليوم أكثر خطورة في عالم القطب الواحد، مع اتساع سيطرة الثورة التقنية الحديثة.كتاب «إعلان هافانا»، هو عبارة عن بيانات النضال الثوري في الأميركيّتين، كما تبنّاهما الشعب الكوبي. أصدرت دار «باث فاندر» في نيويورك، النسختين الإسبانية والإنكليزية منه، قبل أن تعرّبه دار «دياثناس فيما» اليونانية في آب الماضي.«إعلان هافانا» هو عبارة عن إعلانين: الأول كان في 2 أيلول 1960، والثاني صدر في 4 شباط 1962، وتبنّاهما التجمّع العام الوطني للشعب الكوبي.في الإعلان الأوّل، يدين الشعب الكوبي الوثيقة التي «تهين» سيادة وكرامة شعوب القارة، وحقّ كلّ أمّة في تقرير مصيرها، في إشارة إلى اجتماع منظّمة الدول الأميركية الاستشاري الذي عُقد في سان خوزيه في كوستاريكا صيف 1960، والذي وافقت خلاله المنظمة على إعلان وثيقة تنصّ على أنّ كل الدول الأعضاء يجب أن «يخضعوا لإرادة النظام عبر الأميركيتين» بإملاء الولايات المتحدة.ويتضمن هذا الإعلان تسع نقاط، منها إدانة إعلان سان خوزيه، وإدانة إمبريالية الولايات المتحدة «لهيمنتها الكبيرة والإجرامية» المستمرّة. ويرفض فيه التجمع العام لشعب كوبا محاولة تخليد «منظومة مونرو» التي تُستعمل «لتمديد الهيمنة في أميركا لحساب إمبرياليّين جشعين، كما رأى خوسيه مارتي..».ويرى البيان أن عرض الاتحاد السوفياتي لمساعدة كوبا إذا تعرضت لغزو من قوات عسكرية إمبريالية «ليس تدخّلاً، بل هو فعل تضامن». ويُنكر في الوقت نفسه وجود أي نية لدى الاتحاد السوفياتي أو الصين الشعبية، «لاستغلال الوضع الاقتصادي أو السياسي لكوبا، لكسر الوحدة القارية، وتهديد وحدة نصف الكرة».يبدأ الإعلان الثاني، بمقتطفات من رسالة كتبها خوسيه مارتي عشية مقتله برصاصة إسبانية في عام 1895. وفي جدل فلسفي ـــــ اقتصادي بمقولات ماركسية، يلفت انتباه القارئ إلى مقولة: «يأتي الرأسمال إلى العالم ينقط دماً ووحلاً من كل مسامه».لعلّ أبرز ما يتضمّنه هذا الكتاب هو مجموعة من الأسئلة المحورية التي يطرحها الإعلانان، التي كان أبرزها: هل بإمكان الرأسمالية أن تخدم مصالح الكادحين؟ 3-10-2007

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق