لا أعرف لماذا يرتبط السفر دائماً بالبحث عن مغامرات آيروتيكية تجعل مهمة السياحة
تتقلص من بعدها الثقافي الحضاري الواسع الى مجرد نزوة قد لا تكون في محلها أو قد
تكون فاشلة، خصوصاً حين تختفي المشاعر والأحاسيس من اطار علاقة جنسية حسيّة مجردة
خلف رغبة مقموعة تحاول التعبير عن صورتها الحقيقية بشكل خاطئ أو عابر.
وبحكم كوني أعزباً، لم أكن خلال أسفاري لأخفي رغبتي في تحقيق مغامرات على طريقة أبطال الروايات العالمية، الذين ترسو سفينتهم حيث يمسون. لكن وكما يقول المثل ليس دائماً تسلم الجرة، فحيناً نكتشف أن العلاقة بلا حب هي مجرد نزوة غرائزية حيوانية فنعتكف عن السير في المغامرة، وطوراً نبحث عن رفقة صادقة لا علاقة لها بتقديم خدمات جنسية مقابل بدل مالي، فلا نجد سوى السراب أو المغامرة السياسية.
هذه الآيروتيكية المشوبة برومانسية، التي يغلب عليها البعد النوستالجي، وتعيش في عالم افتراضي، كانت سبباً للوقوع في الإحراج في بعض الأحيان، حيث يختلط التعاطف السياسي بالرغبة في المعاشرة، وتكون النتيجة انخراط في تظاهرة حزبية لا علاقة لها بأي مغامرات تنتشل الذات المقموعة من قاع الهاجس.
المرة الأولى كانت في العاصمة اليونانية آثينا، التي تشكل لي كطالب فلسفة، محجّة شبيهة بمكة بالنسبة للمسلمين، يومها وأمام معهد الحكمة الذي يجسد مدرسة فلاسفة الإغريق الكبار سقراط وأفلاطون وارسطو، كانت الفتاة جالسة تتناول وجبة سريعة على الطريقة الأميركية. تقدمت منها وسألتها ما إذ ا كانت قادرة على مرافقتي في رحلتي السياحية، كونها من أبناء آثينا حسبما شرحت لي. وافقت الفتاة على الذهاب ولكن بشرط أن انتظرها قليلاً لأنها ستلتقي رفاقاً لها.
تبين فيما بعد أنها يسارية راديكالية تنتظر رفاقها للسير في تظاهرة احتجاج ضد الحكومة. هنا تحولت القضية من رغبة في القيام بمغامرة «روائية» الى نقاش حول سبب شرائها وجبة سريعة من مطعم أميركي وهي التي تدّعي بأنها يسارية ضد الامبريالية والرأسمالية.
لم يطل النقاش طويلاً لأجد نفسي واقفاً بين جموع غفيرة وشعارات حزبية ورايات حمراء وبيانات تدعو لسقوط الحكومة، وانتهت مغامرتي بالتعرف الى الرفاق الجدد الذين بدأو بمواجهات حامية مع الشرطة، بينما كان هذا الرجل الفقير يتسلل هارباً علّه يحظى بمغامرة بعيدة عن السياسة.
النادرة الأخرى، حدثت في العاصمة الألمانية برلين، حين تعرفت بفتاة كردية سورية أثناء تقديم طلب انتساب الى الجامعة الحرة العريقة، والتي لم أحظ بالدراسة فيها فيما بعد للأسف. ساعدتني الفتاة المقيمة في برلين بتعبئة الطلب ولبّت دعوتي الى فنجان قهوة في مقصف الجامعة، حيث اكتشفت انها شاعرة وتكتب بالعربية أيضاً. الفصل الأول كان مشجّعاً للاستمرار في التعارف. ولما كانت رحلتي الى ألمانيا قصيرة زمنياً، حاولت اكتساب الوقت فسارعت الى مواعدتها وكان لي ما أردت من تحديد موعد في إحدى محطات القطار.
اشتريت وردة بيضاء، (فحسب البروتوكول لا يمكن من المرة الأولى تقديم وردة حمراء) وتقابلنا ثم أخذتني الى حيث المفاجأة. لقد كان الموعد عبارة عن مسيرة حاشدة لحزب العمال الكردستاني في ذكرى رأس السنة الكردية والفارسية (يوم النوروز). واضطررت لممارسة مغامرتي على طريقة صديقتي الجديدة التي استهلكت حديثها عن النضال في جبال القنديل ضد الأتراك ورغبتها بالقيام بعملية انتحارية ضد الجيش التركي، وانتهينا بمشهد القفز فوق النيران المألوف في هذه الاحتفالات، حيث بقيت ذكراها مرتبطة بذاك المشهد البرليني البارد. كان اسمها نارين ودخلت قلبي كالنار في الهشيم لكنها اختفت بسرعة ولم أعد أعرف ما اذا كانت قد أفشلت مغامرة جديدة لمسافر جديد أم أن جسدها تناثر اشلاءً في ديار بكر.
وبحكم كوني أعزباً، لم أكن خلال أسفاري لأخفي رغبتي في تحقيق مغامرات على طريقة أبطال الروايات العالمية، الذين ترسو سفينتهم حيث يمسون. لكن وكما يقول المثل ليس دائماً تسلم الجرة، فحيناً نكتشف أن العلاقة بلا حب هي مجرد نزوة غرائزية حيوانية فنعتكف عن السير في المغامرة، وطوراً نبحث عن رفقة صادقة لا علاقة لها بتقديم خدمات جنسية مقابل بدل مالي، فلا نجد سوى السراب أو المغامرة السياسية.
هذه الآيروتيكية المشوبة برومانسية، التي يغلب عليها البعد النوستالجي، وتعيش في عالم افتراضي، كانت سبباً للوقوع في الإحراج في بعض الأحيان، حيث يختلط التعاطف السياسي بالرغبة في المعاشرة، وتكون النتيجة انخراط في تظاهرة حزبية لا علاقة لها بأي مغامرات تنتشل الذات المقموعة من قاع الهاجس.
المرة الأولى كانت في العاصمة اليونانية آثينا، التي تشكل لي كطالب فلسفة، محجّة شبيهة بمكة بالنسبة للمسلمين، يومها وأمام معهد الحكمة الذي يجسد مدرسة فلاسفة الإغريق الكبار سقراط وأفلاطون وارسطو، كانت الفتاة جالسة تتناول وجبة سريعة على الطريقة الأميركية. تقدمت منها وسألتها ما إذ ا كانت قادرة على مرافقتي في رحلتي السياحية، كونها من أبناء آثينا حسبما شرحت لي. وافقت الفتاة على الذهاب ولكن بشرط أن انتظرها قليلاً لأنها ستلتقي رفاقاً لها.
تبين فيما بعد أنها يسارية راديكالية تنتظر رفاقها للسير في تظاهرة احتجاج ضد الحكومة. هنا تحولت القضية من رغبة في القيام بمغامرة «روائية» الى نقاش حول سبب شرائها وجبة سريعة من مطعم أميركي وهي التي تدّعي بأنها يسارية ضد الامبريالية والرأسمالية.
لم يطل النقاش طويلاً لأجد نفسي واقفاً بين جموع غفيرة وشعارات حزبية ورايات حمراء وبيانات تدعو لسقوط الحكومة، وانتهت مغامرتي بالتعرف الى الرفاق الجدد الذين بدأو بمواجهات حامية مع الشرطة، بينما كان هذا الرجل الفقير يتسلل هارباً علّه يحظى بمغامرة بعيدة عن السياسة.
النادرة الأخرى، حدثت في العاصمة الألمانية برلين، حين تعرفت بفتاة كردية سورية أثناء تقديم طلب انتساب الى الجامعة الحرة العريقة، والتي لم أحظ بالدراسة فيها فيما بعد للأسف. ساعدتني الفتاة المقيمة في برلين بتعبئة الطلب ولبّت دعوتي الى فنجان قهوة في مقصف الجامعة، حيث اكتشفت انها شاعرة وتكتب بالعربية أيضاً. الفصل الأول كان مشجّعاً للاستمرار في التعارف. ولما كانت رحلتي الى ألمانيا قصيرة زمنياً، حاولت اكتساب الوقت فسارعت الى مواعدتها وكان لي ما أردت من تحديد موعد في إحدى محطات القطار.
اشتريت وردة بيضاء، (فحسب البروتوكول لا يمكن من المرة الأولى تقديم وردة حمراء) وتقابلنا ثم أخذتني الى حيث المفاجأة. لقد كان الموعد عبارة عن مسيرة حاشدة لحزب العمال الكردستاني في ذكرى رأس السنة الكردية والفارسية (يوم النوروز). واضطررت لممارسة مغامرتي على طريقة صديقتي الجديدة التي استهلكت حديثها عن النضال في جبال القنديل ضد الأتراك ورغبتها بالقيام بعملية انتحارية ضد الجيش التركي، وانتهينا بمشهد القفز فوق النيران المألوف في هذه الاحتفالات، حيث بقيت ذكراها مرتبطة بذاك المشهد البرليني البارد. كان اسمها نارين ودخلت قلبي كالنار في الهشيم لكنها اختفت بسرعة ولم أعد أعرف ما اذا كانت قد أفشلت مغامرة جديدة لمسافر جديد أم أن جسدها تناثر اشلاءً في ديار بكر.
"برس نت" 13 ايار 2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق