معمر عطوي
توالت الأحداث تباعاً خلال الشهرين الماضيين، بين فتورٍ على خط العلاقات التركية الإسرائيليّة، وتصعيد على جبهة العمليات العسكرية الكردية ضد الجيش التركي، وصولاً إلى ظهور خريطة جديدة للتحالفات في المنطقة تقودها أنقرة وطهران. أمام هذا المشهد، أين يقف حزب العمال الكردستاني؟ وكيف يقوّم الأمور من موقعه في جبال القنديل على الحد الفاصل بين سوريا والعراق وإيران وتركيا؟
في حديث مع «الأخبار» عبر الإنترنت، يرى مصدر إعلامي مسؤول في قوات الدفاع الشعبي الكردستاني، (الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني)، أن «الهجوم الإسرائيلي على سفينة «مرمرة» التركية، كان مخططاً له من حكومة رجب طيب أردوغان (التركية)، بهدف جذب انتباه العالم العربي إلى تركيا»، واصفاً اتّهام الحكومة لحزبه بالعلاقة مع إسرائيل بأنه «أضحوكة».
ويقول المصدر إن الهجوم الإسرائيلي هذا كان هدفه «إبراز تركيا دولةً وحيدة للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في المنطقة، بعد تقاعس الدور العربي حيال الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة»، وبالتالي فإن «تركيا وأردوغانها أصبحا المنقذ الوحيد للعرب في القرن الحادي والعشرين، حسبما روّج الإعلام التركي، والإعلام العربي أيضاً انزلق إلى ما تروّج له تركيا في هذا الخصوص». ويخلص المصدر إلى أن حكومة أنقرة «قتلت عدة عصافير بحجر واحد».
ويشير المصدر إلى أن السكوت التركي حيال الجريمة التي اقترفتها إسرائيل، خير دليل على ما قاله، مضيفاً: «يجب أن نعلم في البداية، ليس هناك توتر ولا صراع بين تركيا وإسرائيل، لا اليوم ولا في الغد ولا في الأمس، كلها سياسة مفبركة من الصهاينة والتيار الأردوغاني المدعوم من الداعية التركي فتح الله غولن، المقيم في أميركا». ويتساءل: «ما دام هناك توتر وصراع، فلماذا تستمر الدولة في إجراء صفقاتها العسكرية مع إسرائيل؟ ولماذا لم تنه اتفاقاتها الاستراتيجية العسكرية التي وقعها الأب الروحي لأردوغان، (رئيس الحكومة الأسبق) نجم الدين أربكان؟». وعن مستقبل العلاقات بين تركيا وإسرائيل، يقول المصدر: «لا أظن أن هناك تصعيداً في وتيرة التوتر والصراع بين تركيا وإسرائيل، بل على العكس، ستتحسّن العلاقات أكثر، لأن أميركا أعطت دوراً جديداً لحكومة أردوغان، للدخول في علاقات مع دول الشرق بهدف وضع حد للدور الإيراني في المنطقة، وربط دول الشرق بمركز تركي. وستغدو تركيا واجهة للدول العربية، سياسياً واجتماعياً وسياحياً وثقافياً... الخ»، مستنتجاً أن تحقق هذا الأمر، يعني حاكمية أميركا وإسرائيل على سياسات المنطقة كاملة.
أما بالنسبة إلى تزامن عملية حزب العمال الكردستاني في لواء إسكندرون على قاعدة بحريّة للجيش التركي، سقط فيها سبعة جنود أتراك، مع الهجوم الإسرائيلي على سفينة الحرية، فيؤكد المصدر الكردي أنها «صدفة بكل معنى الكلمة، ونحن لسنا بحاجة إلى أن نطلب الغطاء من إسرائيل ولا من أي دولة أخرى عندما نقرر القيام بأي بعملية عسكرية، إن كان في داخل كردستان أو في العمق التركي؛ لأننا في حركة تحرّر كردستانية مستقلة تماماً في اتخاذ قرار الحرب والسلام، ودعمنا الوحيد هو شعبنا الأبيّ». ويتابع المصدر: «لنا إمكانات وتجارب وخبرة واستخبارات عسكرية وسياسية في كل تركيا، ولنا قدرة على تنفيذ العمليات، ليس في إسكندرون وحدها، بل في جميع الأماكن التي ننوي استهدافها». وفي ما يتعلق باتّهام أردوغان وحكومته لحزب العمال بأنه على علاقة مع إسرائيل، قال: «هذه أضحوكة، والكل يعلم، لأردوغان هدف من ذلك، ألا وهو تشويه سمعة نضالنا وقضيتنا المشروعة والعادلة أمام الرأي العام العالمي والعربي خصوصاً». ويشير إلى أن رئيس الحكومة «حاول تسخير عملية إسكندرون لخدمة مصالحه البراغماتية أصلاً». وينفي المصدر أن يكون حزب العمال الكردستاني قد اخترق الأجهزة الأمنية التركية. ويضيف أن «هذا الخبر عارٍ من الصحة تماماً، والجيش يصفّي حساباته الداخلية بين صفوف الضباط بين حين وآخر».
الأخبار: ٣ آب ٢٠١٠ |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق