كان الكفاح المسلّح رمز القضية الفلسطينية. أبقاها على طاولة التداول العالمي، وإن بصفة «إرهاب» أقنع العالم بضرورة البحث عن صيغة حلّ للشعب الفلسطيني. من أغوار الأردن إلى جنوب لبنان وصولاً إلى غزّة والضفة الغربية، مسار مقاومة لم توقفه طاولة المفاوضات
معمر عطوي
الكفاح المسلح كان صلب القضية الفلسطينية، وطريقاً وحيداً للتحرير، بحسب ما نص عليه الميثاق الوطني الفلسطيني قبل تعديله بعد اتفاقيّة أوسلو، إذ ورد في المادة التاسعة منه أن «الكفاح المسلح طريق وحيد لتحرير فلسطين». واعتبر في المادة 10 «أن العمل الفدائي يشكل نواة حرب التحرير الشعبية الفلسطينية وهذا يقتضي تصعيده وشموله وحمايته وتعبئة كافة الطاقات».لم يكن موعد الطلقة الأولى للثورة الفلسطينية في عام 1965 كما هو رائج. بل سبقتها، وعلى مدى عقود، سلسلة من النشاطات الحربية ضد عصابات اليهود الاستيطانية ومن ورائها الاحتلال البريطاني. واستمرت إلى ما بعد النكبة عام 1948. لكن عام 1964، كان الموعد الرسمي لانطلاقة العمل الفدائي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح»، في إطار منظمة التحرير الفلسطينية وبدعم من أنظمة عربية.وعى الشعب الفلسطيني خطورة ما تحوكه القوى العظمى بقيادة بريطانيا منذ أواخر القرن التاسع عشر، فهبَّ لمحاربة المشروع الغربي ــــ الصهيوني بكل الوسائل المُتاحة، على تواضعها. وتزامن ذلك مع بدء الهجرة اليهودية إلى فلسطين، مروراً بوعد بلفور وتداعياته المأساوية وصولاً إلى اتفاقات التسوية التي عقدت بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ أوسلو عام 1993.وقد مرّت المقاومة المسلّحة، بمراحل عديدة: بدأت منذ عام النكبة 15/ 5/ 1948، وشهدت في الخمسينيات عمليات فدائية جريئة انطلقت من قطاع غزة نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكانت بدعم مصري، وأخرى على الحدود السورية ــــ الفلسطينية بدعم سوري. ثم دخلت مرحلة ثانية في 28/ 5/ 1965 مع إنشاء منظمة التحرير.غير أن المنعطف الخطير الذي واجهته القضية الفلسطينية، برز بعد فشل الوحدة السورية ــــ المصرية عام 1961، ووصل إلى ذروته مع هزيمة عام 1967. حينها أصبح نصف أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني تحت الاحتلال، حيث بات من المُلحّ أن تتحول منظمة التحرير إلى بنية للعمل الفدائي المُسلّح.لقد هيّأت الظروف التي رافقت انطلاقة الرصاصة الأولى في بداية عام 1965، بلا شك، لنشوء فصائل عديدة من المقاومة الوطنية والقومية واليسارية، المتولّدة بمعظمها من رحم حركة القوميين العرب؛ فكانت الجبهة الشعبية والجبهة الديموقراطية وغيرهما من فصائل المقاومة المُسلّحة التي بدأت من منطقة الأغوار في الأردن ومرّت في لبنان ولا تزال مستمرة في الضفة الغربية وغزة، حيث أصبحت الأنفاق على الحدود مع مصر إحدى أهم وسائل دعمها.ومرّت القضية الفلسطينية بمخاضات عسيرة، إذ تحوّل دعم النظام الرسمي العربي لمجموعات فدائية، من نعمة لهذه القضية إلى نقمة نخرت جسدها، حتى باتت أسيرة للتجاذبات العربية ــــ العربية، ووقوداً للحروب الباردة بين الشرق والغرب.ويرى الكاتب حميدي العبد أن «الأموال النفطية، أدّت دوراً كبيراً في إنشاء عدد كبير من الكوادر، ما ولّد شريحة داخل حركة التحرر الوطني الفلسطينية بدأت تساوم على خط الكفاح المسلّح، مدعومة بالتحوّلات التي شهدها الوطن العربي بعد وفاة عبد الناصر، وبعد تحوّل مصر إلى خيار الارتباط بالغرب، وبالتحديد الولايات المتحدة».ولعلّ أكثر المشاهد مآساوية في تاريخ العمل الوطني الفلسطيني، كان حوادث أيلول الأسود عام1970، التي أسهمت في إنهاء الكفاح المسلّح من منطقة الأغوار شرقي نهر الأردن، لينتقل بعدها إلى لبنان في إطار ما عُرف يومها باتفاقية القاهرة 1969.في الدورة الخامسة للمجلس الوطني الفلسطيني، التي عقدت في القاهرة عام 1969، انتخب المجلس لجنة تنفيذية جديدة للمنظمة، انتخبت بدورها ياسر عرفات رئيساً لها في أول اجتماعاتها. وأنشأت قيادة «الكفاح المسلَّح»، لتكون نهاية المرحلة الثانية من تاريخ هذا الكفاح.وجاءت المرحلة الثالثة ما بين عامي 1970 و1982، وانتهت بخروج القوات الفلسطينية من لبنان. وتميّزت بابتكار أساليب جديدة لإيصال القضية الفلسطينية إلى العالم من خلال العمليات الأمنية الخارجية وخطف الطائرات، ولا سيما عمليات الذراع الخارجية للجبهة الشعبية بقيادة الدكتور وديع حداد (أبو هاني) وجهاز العمليات الخارجية في حركة «فتح» بقيادة أبو حسن سلامة، وتخلّل ذلك عمليات أمنية متبادلة بين إسرائيل والأجهزة الأمنية الفلسطينية كان من بينها اغتيال القادة الثلاثة في بيروت (أبو يوسف النجار وكمال ناصر وكمال عدوان).بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، دخلت الفصائل المقاومة في مرحلة المنافي الجديدة، من الجزائر حتى تونس وليبيا والعراق واليمن. تخلّلت هذه الفترة تصفية قيادات في منظمة التحرير مثل خليل الوزير (أبو جهاد) وصلاح خلف (أبو إياد)، وفي ما بعد قائد حركة الجهاد الإسلامي، فتحي الشقاقي. وقد استمرت حال المنظمات الفلسطينية المسلّحة على هذه الصورة حتى اتفاقية أوسلو وما أفرزته من اتفاقات قضت بانتقال القيادة إلى فلسطين المحتلة ونشوء سلطة على الأراضي الفلسطينية بقيادة أبو عمار.لكن هذه التطورات سبقتها أساليب جديدة وناجعة في العمل المقاوم، تمثلَّت بانتفاضة شعبية انطلقت في شهر كانون الأول من عام 1987، وباتت هذه الانتفاضة المنعطف الهام في كفاح الشعب الفلسطيني. ثم تلتها انتفاضة ثانية في عام 2000.وبحسب رأي الباحث الفلسطيني، ماجد كيالي، فإن «التحوّل من الانتفاضة الشعبية المدنية إلى المقاومة المسلّحة، في الانتفاضة الثانية، إنما حدث بحكم عوامل عديدة، منها أن الفصائل التي كانت تعمل في الخارج نقلت تجربتها إلى الداخل، فهي الحامل الموضوعي لهذه التجربة. ثم إن التنافس بين الفصائل، وتحديداً بين فتح وحماس، عزّز الطابع العسكري للانتفاضة».ويقول المُحلّل العسكري في صحيفة «يديعوت آحرونوت» رون بن يشاي، استناداً إلى مصادر أمنية في تل أبيب، إن المقاومة الفلسطينية غيّرت من تكتيكها، وباتت الآن تحارب الجنود الإسرائيليين وجهاً لوجه، لأنها توصلت إلى قناعة بأن مواصلة إمطار جنوب الدولة العبرية بالصواريخ يعود عليها سلباً لدى الرأي العام العالمي، ويمنح إسرائيل الحقّ في الرد بعمليات عسكرية على قيام الفلسطينيين بقصف مناطق مأهولة بالسكان، مشيراً إلى أن المعارك تدور اليوم في منطقة لا تتعدّى الثلاثة كيلومترات، بمحاذاة الشريط الحدودي.ويمكن الحديث عن تحولات جذرية في البنية الفكرية ــــ العقائدية لحركة التحرر الفلسطينية، إذ شهدت هذه الحركة تيارات قومية ويسارية ووطنية في بدايتها. لكن في منتصف الثمانينيات، ومنذ الانتفاضة الأولى، بدأت تشهد هذه الحركة تيارات جذرية إسلامية على غرار حركة المقاومة الإسلامية «حماس» والجهاد الإسلامي.وقد تحدث الأمين العام الراحل للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الدكتور جورج حبش، عن أن «انطلاقة العمل الفلسطيني المسلّح، كانت بمثابة ولادة جديدة للفلسطينيين بعد عقدين على نكبة فلسطين في عام 1948». وتطرّق إلى الأسباب التي عطّلت مسار التحرير بقوله «لا بد لنا من أن نلاحظ شبكة العلاقات المعقّدة التي أحاطت ولا تزال بالقضية الفلسطينية على المستويات المحلّية والإقليمية والعربية والدولية، وهناك من دون شك أسباب موضوعية وأخرى ذاتية حالت دون وصولنا إلى هدف التحرير، ولا سيما مع تغيّر موازين القوى الإقليمية والدولية التي لم تصب في مصلحتنا كحركة تحرر وطني وقومي. فالتجارب الوحدوية فشلت، وبالتالي لم يتحقق شعارنا: الوحدة طريق تحرير فلسطين. بل أدى ذلك إلى انهيار الأنظمة العربية الوطنية وتراجعها.. كذلك كان انهيار الاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية خسارة لحلفائنا على الصعيد العالمي، مما جعل الباب مفتوحاً أمام هيمنة القطب الواحد للولايات المتحدة».
معمر عطوي
الكفاح المسلح كان صلب القضية الفلسطينية، وطريقاً وحيداً للتحرير، بحسب ما نص عليه الميثاق الوطني الفلسطيني قبل تعديله بعد اتفاقيّة أوسلو، إذ ورد في المادة التاسعة منه أن «الكفاح المسلح طريق وحيد لتحرير فلسطين». واعتبر في المادة 10 «أن العمل الفدائي يشكل نواة حرب التحرير الشعبية الفلسطينية وهذا يقتضي تصعيده وشموله وحمايته وتعبئة كافة الطاقات».لم يكن موعد الطلقة الأولى للثورة الفلسطينية في عام 1965 كما هو رائج. بل سبقتها، وعلى مدى عقود، سلسلة من النشاطات الحربية ضد عصابات اليهود الاستيطانية ومن ورائها الاحتلال البريطاني. واستمرت إلى ما بعد النكبة عام 1948. لكن عام 1964، كان الموعد الرسمي لانطلاقة العمل الفدائي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح»، في إطار منظمة التحرير الفلسطينية وبدعم من أنظمة عربية.وعى الشعب الفلسطيني خطورة ما تحوكه القوى العظمى بقيادة بريطانيا منذ أواخر القرن التاسع عشر، فهبَّ لمحاربة المشروع الغربي ــــ الصهيوني بكل الوسائل المُتاحة، على تواضعها. وتزامن ذلك مع بدء الهجرة اليهودية إلى فلسطين، مروراً بوعد بلفور وتداعياته المأساوية وصولاً إلى اتفاقات التسوية التي عقدت بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ أوسلو عام 1993.وقد مرّت المقاومة المسلّحة، بمراحل عديدة: بدأت منذ عام النكبة 15/ 5/ 1948، وشهدت في الخمسينيات عمليات فدائية جريئة انطلقت من قطاع غزة نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكانت بدعم مصري، وأخرى على الحدود السورية ــــ الفلسطينية بدعم سوري. ثم دخلت مرحلة ثانية في 28/ 5/ 1965 مع إنشاء منظمة التحرير.غير أن المنعطف الخطير الذي واجهته القضية الفلسطينية، برز بعد فشل الوحدة السورية ــــ المصرية عام 1961، ووصل إلى ذروته مع هزيمة عام 1967. حينها أصبح نصف أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني تحت الاحتلال، حيث بات من المُلحّ أن تتحول منظمة التحرير إلى بنية للعمل الفدائي المُسلّح.لقد هيّأت الظروف التي رافقت انطلاقة الرصاصة الأولى في بداية عام 1965، بلا شك، لنشوء فصائل عديدة من المقاومة الوطنية والقومية واليسارية، المتولّدة بمعظمها من رحم حركة القوميين العرب؛ فكانت الجبهة الشعبية والجبهة الديموقراطية وغيرهما من فصائل المقاومة المُسلّحة التي بدأت من منطقة الأغوار في الأردن ومرّت في لبنان ولا تزال مستمرة في الضفة الغربية وغزة، حيث أصبحت الأنفاق على الحدود مع مصر إحدى أهم وسائل دعمها.ومرّت القضية الفلسطينية بمخاضات عسيرة، إذ تحوّل دعم النظام الرسمي العربي لمجموعات فدائية، من نعمة لهذه القضية إلى نقمة نخرت جسدها، حتى باتت أسيرة للتجاذبات العربية ــــ العربية، ووقوداً للحروب الباردة بين الشرق والغرب.ويرى الكاتب حميدي العبد أن «الأموال النفطية، أدّت دوراً كبيراً في إنشاء عدد كبير من الكوادر، ما ولّد شريحة داخل حركة التحرر الوطني الفلسطينية بدأت تساوم على خط الكفاح المسلّح، مدعومة بالتحوّلات التي شهدها الوطن العربي بعد وفاة عبد الناصر، وبعد تحوّل مصر إلى خيار الارتباط بالغرب، وبالتحديد الولايات المتحدة».ولعلّ أكثر المشاهد مآساوية في تاريخ العمل الوطني الفلسطيني، كان حوادث أيلول الأسود عام1970، التي أسهمت في إنهاء الكفاح المسلّح من منطقة الأغوار شرقي نهر الأردن، لينتقل بعدها إلى لبنان في إطار ما عُرف يومها باتفاقية القاهرة 1969.في الدورة الخامسة للمجلس الوطني الفلسطيني، التي عقدت في القاهرة عام 1969، انتخب المجلس لجنة تنفيذية جديدة للمنظمة، انتخبت بدورها ياسر عرفات رئيساً لها في أول اجتماعاتها. وأنشأت قيادة «الكفاح المسلَّح»، لتكون نهاية المرحلة الثانية من تاريخ هذا الكفاح.وجاءت المرحلة الثالثة ما بين عامي 1970 و1982، وانتهت بخروج القوات الفلسطينية من لبنان. وتميّزت بابتكار أساليب جديدة لإيصال القضية الفلسطينية إلى العالم من خلال العمليات الأمنية الخارجية وخطف الطائرات، ولا سيما عمليات الذراع الخارجية للجبهة الشعبية بقيادة الدكتور وديع حداد (أبو هاني) وجهاز العمليات الخارجية في حركة «فتح» بقيادة أبو حسن سلامة، وتخلّل ذلك عمليات أمنية متبادلة بين إسرائيل والأجهزة الأمنية الفلسطينية كان من بينها اغتيال القادة الثلاثة في بيروت (أبو يوسف النجار وكمال ناصر وكمال عدوان).بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، دخلت الفصائل المقاومة في مرحلة المنافي الجديدة، من الجزائر حتى تونس وليبيا والعراق واليمن. تخلّلت هذه الفترة تصفية قيادات في منظمة التحرير مثل خليل الوزير (أبو جهاد) وصلاح خلف (أبو إياد)، وفي ما بعد قائد حركة الجهاد الإسلامي، فتحي الشقاقي. وقد استمرت حال المنظمات الفلسطينية المسلّحة على هذه الصورة حتى اتفاقية أوسلو وما أفرزته من اتفاقات قضت بانتقال القيادة إلى فلسطين المحتلة ونشوء سلطة على الأراضي الفلسطينية بقيادة أبو عمار.لكن هذه التطورات سبقتها أساليب جديدة وناجعة في العمل المقاوم، تمثلَّت بانتفاضة شعبية انطلقت في شهر كانون الأول من عام 1987، وباتت هذه الانتفاضة المنعطف الهام في كفاح الشعب الفلسطيني. ثم تلتها انتفاضة ثانية في عام 2000.وبحسب رأي الباحث الفلسطيني، ماجد كيالي، فإن «التحوّل من الانتفاضة الشعبية المدنية إلى المقاومة المسلّحة، في الانتفاضة الثانية، إنما حدث بحكم عوامل عديدة، منها أن الفصائل التي كانت تعمل في الخارج نقلت تجربتها إلى الداخل، فهي الحامل الموضوعي لهذه التجربة. ثم إن التنافس بين الفصائل، وتحديداً بين فتح وحماس، عزّز الطابع العسكري للانتفاضة».ويقول المُحلّل العسكري في صحيفة «يديعوت آحرونوت» رون بن يشاي، استناداً إلى مصادر أمنية في تل أبيب، إن المقاومة الفلسطينية غيّرت من تكتيكها، وباتت الآن تحارب الجنود الإسرائيليين وجهاً لوجه، لأنها توصلت إلى قناعة بأن مواصلة إمطار جنوب الدولة العبرية بالصواريخ يعود عليها سلباً لدى الرأي العام العالمي، ويمنح إسرائيل الحقّ في الرد بعمليات عسكرية على قيام الفلسطينيين بقصف مناطق مأهولة بالسكان، مشيراً إلى أن المعارك تدور اليوم في منطقة لا تتعدّى الثلاثة كيلومترات، بمحاذاة الشريط الحدودي.ويمكن الحديث عن تحولات جذرية في البنية الفكرية ــــ العقائدية لحركة التحرر الفلسطينية، إذ شهدت هذه الحركة تيارات قومية ويسارية ووطنية في بدايتها. لكن في منتصف الثمانينيات، ومنذ الانتفاضة الأولى، بدأت تشهد هذه الحركة تيارات جذرية إسلامية على غرار حركة المقاومة الإسلامية «حماس» والجهاد الإسلامي.وقد تحدث الأمين العام الراحل للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الدكتور جورج حبش، عن أن «انطلاقة العمل الفلسطيني المسلّح، كانت بمثابة ولادة جديدة للفلسطينيين بعد عقدين على نكبة فلسطين في عام 1948». وتطرّق إلى الأسباب التي عطّلت مسار التحرير بقوله «لا بد لنا من أن نلاحظ شبكة العلاقات المعقّدة التي أحاطت ولا تزال بالقضية الفلسطينية على المستويات المحلّية والإقليمية والعربية والدولية، وهناك من دون شك أسباب موضوعية وأخرى ذاتية حالت دون وصولنا إلى هدف التحرير، ولا سيما مع تغيّر موازين القوى الإقليمية والدولية التي لم تصب في مصلحتنا كحركة تحرر وطني وقومي. فالتجارب الوحدوية فشلت، وبالتالي لم يتحقق شعارنا: الوحدة طريق تحرير فلسطين. بل أدى ذلك إلى انهيار الأنظمة العربية الوطنية وتراجعها.. كذلك كان انهيار الاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية خسارة لحلفائنا على الصعيد العالمي، مما جعل الباب مفتوحاً أمام هيمنة القطب الواحد للولايات المتحدة».
------
فصائل المقاومة والانشقاقات
بدأت حركة المقاومة الفلسطينية في عام 1957، بتأسيس النواة الأولى لجيش التحرير الوطني الفلسطيني في العراق، واتخذت من معسكر الرشيد في بغداد مقراً لتدريبه وتسليحه.وكانت هذه القوة هي الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح»، التي أعلن عن تأسيسها في 31/12/1964 باسم قوات «العاصفة».لكن الحركة تعرّضت لانشقاقات عديدة، ولا سيما أن الأنظمة العربية كانت تلعب على التناقضات داخل الساحة الوطنية الفلسطينية. انشقاقات كان أبرزها في عام 1974، بقيادة مدير مكتب الحركة لدى بغداد، صبري البنا «أبو نضال»، الذي أسّس «حركة فتح ــــ المجلس الثوري».وحين اختارت «فتح»، بعد خروجها من لبنان في عام 1982، إعادة العلاقات مع كل من مصر والأردن، لقيت معارضة سورية وليبية شديدة دفعت أحد مسؤولي الحركة في البقاع والمقرّب من سوريا، سعيد مراغة «أبو موسى»، إلى قيادة انشقاق في عام 1983، تحت شعار «تصحيح مسار الثورة». أمّا الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، التي كانت أحد تجليّات حركة القوميين العرب، فقد تأسست مع تشكيلات نضالية أخرى، بقيادة الدكتور جورج حبش، في 11/12/1967. لكن مسيرة هذا التشكيل تعثّرت نتيجة خلافات سياسية في وجهات النظر، فانسحبت جبهة التحرير الفلسطينية في تشرين الأول عام 1968 وشكلت الجبهة «الشعبية لتحرير فلسطين ــــ القيادة العامة».وفي سنة 1969، قاد نايف حواتمة، انشقاقاً آخر عن الجبهة الشعبية، وقام بتأسيس «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين»، ثالث أكبر فصيل في منظمة التحرير الفلسطينية.ومن خارج إطار منظمة التحرير برزت قوة سياسية وعسكرية تحت مسمّى حركة المقاومة الفلسطينية «حماس». أعلن عن تأسيسها الشيخ الشهيد أحمد ياسين مع عدد من كوادر وكبار قادة جماعة الإخوان المسلمين العاملين في الساحة الفلسطينية. وذلك في العام 1987 إبان الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987-1993)، حملت طابعاً اسلامياً على نقيض ما عرفته الفصائل الفلسطينية التقليدية. وكان هذه القوة هي التي سيطرت بعد 20 عاماً على قطاع غزة.وكانت حركة «الجهاد الاسلامي» سبّاقة على صعيد الحركات الاسلامية في فلسطين، اذ انها رفضت سياسة «الاخوان» في استهلاك الوقت بالتثقيف السياسي والتأهيل التربوي، ودخلت غمار العمل المقاوم منذ العام 1980.وهناك أحزاب وفصائل أخرى مقاومة، شهدتها الساحة الفلسطينية منها:- حزب الشعب الفلسطيني: وهو حزب اشتراكي يشكل امتداداً للحزب الشيوعي الفلسطيني السابق. تأسس عام 1982.- جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، تنظيم يساري ينتمي إلى منظمة التحرير الفلسطينية، تأسس سنة 1967.- جبهة التحرير الفلسطينية، تنظيم فلسطيني أسس سنة 1977 اثر انشقاق أبو العباس وطلعت يعقوب عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة.- الجبهة العربية الفلسطينية: تنظيم فلسطيني قومي تأسس سنة 1993 إثر حدوث انشقاق في جبهة التحرير العربية.
بدأت حركة المقاومة الفلسطينية في عام 1957، بتأسيس النواة الأولى لجيش التحرير الوطني الفلسطيني في العراق، واتخذت من معسكر الرشيد في بغداد مقراً لتدريبه وتسليحه.وكانت هذه القوة هي الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح»، التي أعلن عن تأسيسها في 31/12/1964 باسم قوات «العاصفة».لكن الحركة تعرّضت لانشقاقات عديدة، ولا سيما أن الأنظمة العربية كانت تلعب على التناقضات داخل الساحة الوطنية الفلسطينية. انشقاقات كان أبرزها في عام 1974، بقيادة مدير مكتب الحركة لدى بغداد، صبري البنا «أبو نضال»، الذي أسّس «حركة فتح ــــ المجلس الثوري».وحين اختارت «فتح»، بعد خروجها من لبنان في عام 1982، إعادة العلاقات مع كل من مصر والأردن، لقيت معارضة سورية وليبية شديدة دفعت أحد مسؤولي الحركة في البقاع والمقرّب من سوريا، سعيد مراغة «أبو موسى»، إلى قيادة انشقاق في عام 1983، تحت شعار «تصحيح مسار الثورة». أمّا الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، التي كانت أحد تجليّات حركة القوميين العرب، فقد تأسست مع تشكيلات نضالية أخرى، بقيادة الدكتور جورج حبش، في 11/12/1967. لكن مسيرة هذا التشكيل تعثّرت نتيجة خلافات سياسية في وجهات النظر، فانسحبت جبهة التحرير الفلسطينية في تشرين الأول عام 1968 وشكلت الجبهة «الشعبية لتحرير فلسطين ــــ القيادة العامة».وفي سنة 1969، قاد نايف حواتمة، انشقاقاً آخر عن الجبهة الشعبية، وقام بتأسيس «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين»، ثالث أكبر فصيل في منظمة التحرير الفلسطينية.ومن خارج إطار منظمة التحرير برزت قوة سياسية وعسكرية تحت مسمّى حركة المقاومة الفلسطينية «حماس». أعلن عن تأسيسها الشيخ الشهيد أحمد ياسين مع عدد من كوادر وكبار قادة جماعة الإخوان المسلمين العاملين في الساحة الفلسطينية. وذلك في العام 1987 إبان الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987-1993)، حملت طابعاً اسلامياً على نقيض ما عرفته الفصائل الفلسطينية التقليدية. وكان هذه القوة هي التي سيطرت بعد 20 عاماً على قطاع غزة.وكانت حركة «الجهاد الاسلامي» سبّاقة على صعيد الحركات الاسلامية في فلسطين، اذ انها رفضت سياسة «الاخوان» في استهلاك الوقت بالتثقيف السياسي والتأهيل التربوي، ودخلت غمار العمل المقاوم منذ العام 1980.وهناك أحزاب وفصائل أخرى مقاومة، شهدتها الساحة الفلسطينية منها:- حزب الشعب الفلسطيني: وهو حزب اشتراكي يشكل امتداداً للحزب الشيوعي الفلسطيني السابق. تأسس عام 1982.- جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، تنظيم يساري ينتمي إلى منظمة التحرير الفلسطينية، تأسس سنة 1967.- جبهة التحرير الفلسطينية، تنظيم فلسطيني أسس سنة 1977 اثر انشقاق أبو العباس وطلعت يعقوب عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة.- الجبهة العربية الفلسطينية: تنظيم فلسطيني قومي تأسس سنة 1993 إثر حدوث انشقاق في جبهة التحرير العربية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق