معمر عطوي
يحمل قرار تعيين نائب الرئيس الإيراني حجة الإسلام أحمد موسوي، سفيراً لطهران لدى دمشق، رسالة واضحة الدلالات إلى الغرب، بأن العلاقات السورية ـــ الإيرانية في أفضل حالاتها من التعاون والتنسيق، وخصوصاً في أعقاب الأنباء التي تحدثت عن فتور بين البلدين في الشهرين الماضيين، على خلفية مشاركة سوريا في مؤتمر أنابوليس
يحمل تعيين نائب الرئيس الإيراني للشؤون البرلمانية والقانونية، أحمد موسوي، في منصب سفير إيران لدى سوريا، أهمية كبيرة، لا تقل عن أهمية «مهندس العلاقات الإيرانية ـــــ السورية»، السفير السابق محمد حسن أختري.لعل في اختيار وزير الخارجية منوشهر متكي لموسوي إشارة واضحة إلى رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي ـــــ معنوياً على الأقل ـــــ بما يخدم أهداف تعزيز العلاقات بين البلدين في هذه اللحظات الحرجة التي تمر بها المنطقة، فضلاً عن الدور الجيو ـــــ استراتيجي لسوريا في لبنان وفلسطين والعراق.والأهم من ذلك أن موسوي يرأس منذ تموز الماضي لجنة متابعة مصير الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة المختطفين في لبنان. وهو من ضباط استخبارات الحرس الثوري وأحد متابعي قضية الرهائن الغربيين في لبنان.ولعل موسوي ضالع في شق الطرق أمام تحسين العلاقات العربية ـــــ الإيرانية. يمكن ملاحظة ذلك منذ أن ذهب إلى القاهرة في بداية عام 2006 على رأس وفد من المسؤولين الإيرانيين، في زيارة تاريخية إلى العاصمة المصرية التي لا تربطها بإيران علاقات دبلوماسية منذ عام 1980. خلال هذه الزيارة، بحث مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، سبل دعم العلاقات مع الجامعة. كما كلفته طهران إجراء اتصالات بالحكومة الليبية لجلاء قضية اختفاء رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان الإمام موسى الصدر.يبدو واضحاً أن طهران تضع ثقلها السياسي والدبلوماسي من أجل إبقاء دمشق إلى جانبها في مواجهتها مع الغرب، وخصوصاً عقب توتر العلاقات بين الجمهورية الإسلامية ومعظم الدول العربية منذ الحرب العراقية الإيرانية (1980ـــــ 1988).ومعروف أن موسوي كان ممثل إقليم الأهواز في البرلمان، وهو يتمتع بعلاقات جيدة مع بعض العواصم العربية. وفي أعقاب الاضطرابات التي شهدها هذا الإقليم العربي في عام 2005، عُين موسوي نائباً للرئيس للشؤون القانونية والبرلمانية. طبعاً بعدما أدى دوراً في إسقاط المحافظ السابق للأهواز، فتح الله معين، المناهض للمحافظين.وبذلك تكون الدبلوماسية الإيرانية قد حافظت على مستوى تمثيلها لدى دمشق بعد مغادرة السفير السابق أختري، الذي وصفته الوكالة الإيرانية للأنباء بأنه «مهندس العلاقة الاستراتيجية السورية ـــــ الإيرانية» التي بدأت منذ الثورة الإسلامية في عام 1979.من المفيد الإشارة هنا إلى أن أختري عمل سفيراً لدى دمشق بين 1986 و1998، قبل أن يعود ويتسلم المنصب نفسه مجدداً من عام 2005 وحتى تاريخ تعيين موسوي.لذلك، يرى بعض المراقبين أن قرار تغيير السفير لن يغير في سياسة إيران تجاه سوريا؛ فكلا السفيرين، السابق والجديد، مقربّان من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، ومن الرئيس محمود أحمدي نجاد، مع العلم بأن موسوي هو صهر ممثل خامنئي في إقليم الأهواز، آية الله محمد جزائري.وللسفير الجديد تجربة سابقة في سياق التعاون مع دمشق، حيث افتتح أخيراً مع الرئيس السوري بشار الأسد، مصنعاً للسيارات الإيرانية، ما يؤكد أن العلاقة مع هذا البلد العربي تتعدى الجانب السياسي إلى جوانب أخرى، تتعلق بالسير في طريق تحقيق الاكتفاء الذاتي على مستوى الصناعات المحلية.
عدد السبت ٥ كانون الثاني ٢٠٠٨
يحمل قرار تعيين نائب الرئيس الإيراني حجة الإسلام أحمد موسوي، سفيراً لطهران لدى دمشق، رسالة واضحة الدلالات إلى الغرب، بأن العلاقات السورية ـــ الإيرانية في أفضل حالاتها من التعاون والتنسيق، وخصوصاً في أعقاب الأنباء التي تحدثت عن فتور بين البلدين في الشهرين الماضيين، على خلفية مشاركة سوريا في مؤتمر أنابوليس
يحمل تعيين نائب الرئيس الإيراني للشؤون البرلمانية والقانونية، أحمد موسوي، في منصب سفير إيران لدى سوريا، أهمية كبيرة، لا تقل عن أهمية «مهندس العلاقات الإيرانية ـــــ السورية»، السفير السابق محمد حسن أختري.لعل في اختيار وزير الخارجية منوشهر متكي لموسوي إشارة واضحة إلى رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي ـــــ معنوياً على الأقل ـــــ بما يخدم أهداف تعزيز العلاقات بين البلدين في هذه اللحظات الحرجة التي تمر بها المنطقة، فضلاً عن الدور الجيو ـــــ استراتيجي لسوريا في لبنان وفلسطين والعراق.والأهم من ذلك أن موسوي يرأس منذ تموز الماضي لجنة متابعة مصير الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة المختطفين في لبنان. وهو من ضباط استخبارات الحرس الثوري وأحد متابعي قضية الرهائن الغربيين في لبنان.ولعل موسوي ضالع في شق الطرق أمام تحسين العلاقات العربية ـــــ الإيرانية. يمكن ملاحظة ذلك منذ أن ذهب إلى القاهرة في بداية عام 2006 على رأس وفد من المسؤولين الإيرانيين، في زيارة تاريخية إلى العاصمة المصرية التي لا تربطها بإيران علاقات دبلوماسية منذ عام 1980. خلال هذه الزيارة، بحث مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، سبل دعم العلاقات مع الجامعة. كما كلفته طهران إجراء اتصالات بالحكومة الليبية لجلاء قضية اختفاء رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان الإمام موسى الصدر.يبدو واضحاً أن طهران تضع ثقلها السياسي والدبلوماسي من أجل إبقاء دمشق إلى جانبها في مواجهتها مع الغرب، وخصوصاً عقب توتر العلاقات بين الجمهورية الإسلامية ومعظم الدول العربية منذ الحرب العراقية الإيرانية (1980ـــــ 1988).ومعروف أن موسوي كان ممثل إقليم الأهواز في البرلمان، وهو يتمتع بعلاقات جيدة مع بعض العواصم العربية. وفي أعقاب الاضطرابات التي شهدها هذا الإقليم العربي في عام 2005، عُين موسوي نائباً للرئيس للشؤون القانونية والبرلمانية. طبعاً بعدما أدى دوراً في إسقاط المحافظ السابق للأهواز، فتح الله معين، المناهض للمحافظين.وبذلك تكون الدبلوماسية الإيرانية قد حافظت على مستوى تمثيلها لدى دمشق بعد مغادرة السفير السابق أختري، الذي وصفته الوكالة الإيرانية للأنباء بأنه «مهندس العلاقة الاستراتيجية السورية ـــــ الإيرانية» التي بدأت منذ الثورة الإسلامية في عام 1979.من المفيد الإشارة هنا إلى أن أختري عمل سفيراً لدى دمشق بين 1986 و1998، قبل أن يعود ويتسلم المنصب نفسه مجدداً من عام 2005 وحتى تاريخ تعيين موسوي.لذلك، يرى بعض المراقبين أن قرار تغيير السفير لن يغير في سياسة إيران تجاه سوريا؛ فكلا السفيرين، السابق والجديد، مقربّان من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، ومن الرئيس محمود أحمدي نجاد، مع العلم بأن موسوي هو صهر ممثل خامنئي في إقليم الأهواز، آية الله محمد جزائري.وللسفير الجديد تجربة سابقة في سياق التعاون مع دمشق، حيث افتتح أخيراً مع الرئيس السوري بشار الأسد، مصنعاً للسيارات الإيرانية، ما يؤكد أن العلاقة مع هذا البلد العربي تتعدى الجانب السياسي إلى جوانب أخرى، تتعلق بالسير في طريق تحقيق الاكتفاء الذاتي على مستوى الصناعات المحلية.
عدد السبت ٥ كانون الثاني ٢٠٠٨
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق