معمر عطوي
لا يمكن فصل ما تشهده إيران من إقالات واستقالات عن تطورات المشهد الإقليمي والدولي، في ظل تصاعد حدة اللهجة الغربية تجاه النظام الإسلامي بشأن البرنامج النووي والاتهامات الأميركية بـ«تورط» الحرس الثوري في المستنقع العراقي.فإقالة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي قائد الحرس الثوري اللواء يحيى رحيم صفوي من منصبه أول من أمس، تضع علامات استفهام عديدة بشأن التوقيت، في ظل احتدام المواجهة مع الغرب، ووسط حديث عن «محاولة زعزعة النظام الإسلامي» على طريقة الثورات المخملية. ولم يكن واضحاً أمس ما إذا كان تعيين صفوي مستشاراً لخامنئي يعدّ ترفيعاً في معرض المكافأة أو مكافأة في معرض التحييد.ومعروف أن الحرس الثوري، الذي كان صفوي من أبرز مؤسسيه في عام 1979 بعد نجاح الثورة، يواجه محاولة أميركية لإدراجه على «لائحة الإرهاب»، بعدما كان قرار الأمم المتحدة الرقم 1747 الخاص بالعقوبات ضد طهران، قد تضمن أسماء قيادات الحرس، وبينهم صفوي والقائد الجديد الذي عيّنه خامنئي لهذه المؤسسة العسكرية العقائدية محمد علي جعفري.وترى الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية أن الحرس الثوري من المساهمين الرئيسيين في البرامج النووية والبالستية الإيرانية، وهي تشير إلى أن هذه المؤسسة تأتمر مباشرة بأوامر خامنئي، الذي يُعد القائد العام للقوات المسلحة.ولطالما هدَّد صفوي الولايات المتحدة بأنها ستتلقى «ضربة موجعة» مستقبلاً من هذا الحرس، وبإحراق الخليج في ما لو حاولت قوات الاحتلال الأميركي ضرب المفاعلات النووية الإيرانية، في وقت كانت قوات الحرس تحقق نجاحات على صعيد إحباط العديد من محاولات زعزعة النظام، وملاحقة متهمين بالعمل على تقويضه من الداخل.وأشاد خامنئي في أمر تعيين اللواء صفوي مستشاراً له بـ«الخدمات المخلصة التي قدّمها في الميادين العسكرية المختلفة على مدى ثمانٍ وعشرين سنة، ووجوده المستمر في جبهات الدفاع المقدس وقيادته الموفّقة لقوات حرس الثورة الإسلامية خلال فترة عشر سنوات».وكان الجنرال صفوي قد تولّى قيادة الحرس قبل عشر سنوات خلفاً للجنرال محسن رضائي الذي كان أول قائد لحرس الثورة منذ إنشاء هذه القوة عام 1979 مع قيام الثورة الإسلامية.وقلَّل صفوي من شأن استبداله، قائلاً إن هذا التغيير أمر «طبيعى تماماً»، فيما وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية محمد على حسيني هذه الخطوة بأنها «تغيير روتيني»، رافضاً ما تردد عن وجود دافع سياسي وراءها.أما قرار خامنئي بتعيين العميد محمد علي جعفري، بعد ترقيته إلى رتبة لواء، قائداً لقوات حرس الثورة، فيبرهن عن تقديره لجهود هذه الشخصية العسكرية التي قادت العمليات خلال الحرب العراقية ـــــ الإيرانية (1980ـــــ 1988)، إضافة إلى دوره الاستخباري الذي كانت الساحة العراقية أحد أهم مجالاته، وفق ما تردد في تقارير إعلامية أفادت بأنه نجح قبل ستة أشهر في الفرار من محاولة اعتقال دبّرها عناصر الاحتلال الأميركي في عاصمة كردستان العراق، أربيل. ويُقال إنه متهم بتدبير محاولة اغتيال زعيم «الحزب الديموقراطي الكردي الإيراني» عبد الرحمن قاسملو في النمسا عام 1990.وشغل جعفري مناصب عديدة في الحرس الثوري، آخرها في عام 2005 عندما عُيّن رئيساً لـ«مؤسسة التحقيقات الاستراتيجية للحرس الثوري»، المرتبط باستخباراته، بعدما تولى رئاسة القوات البرية للحرس منذ عام 1992.
"الأخبار"٣ أيلول 2007
لا يمكن فصل ما تشهده إيران من إقالات واستقالات عن تطورات المشهد الإقليمي والدولي، في ظل تصاعد حدة اللهجة الغربية تجاه النظام الإسلامي بشأن البرنامج النووي والاتهامات الأميركية بـ«تورط» الحرس الثوري في المستنقع العراقي.فإقالة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي قائد الحرس الثوري اللواء يحيى رحيم صفوي من منصبه أول من أمس، تضع علامات استفهام عديدة بشأن التوقيت، في ظل احتدام المواجهة مع الغرب، ووسط حديث عن «محاولة زعزعة النظام الإسلامي» على طريقة الثورات المخملية. ولم يكن واضحاً أمس ما إذا كان تعيين صفوي مستشاراً لخامنئي يعدّ ترفيعاً في معرض المكافأة أو مكافأة في معرض التحييد.ومعروف أن الحرس الثوري، الذي كان صفوي من أبرز مؤسسيه في عام 1979 بعد نجاح الثورة، يواجه محاولة أميركية لإدراجه على «لائحة الإرهاب»، بعدما كان قرار الأمم المتحدة الرقم 1747 الخاص بالعقوبات ضد طهران، قد تضمن أسماء قيادات الحرس، وبينهم صفوي والقائد الجديد الذي عيّنه خامنئي لهذه المؤسسة العسكرية العقائدية محمد علي جعفري.وترى الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية أن الحرس الثوري من المساهمين الرئيسيين في البرامج النووية والبالستية الإيرانية، وهي تشير إلى أن هذه المؤسسة تأتمر مباشرة بأوامر خامنئي، الذي يُعد القائد العام للقوات المسلحة.ولطالما هدَّد صفوي الولايات المتحدة بأنها ستتلقى «ضربة موجعة» مستقبلاً من هذا الحرس، وبإحراق الخليج في ما لو حاولت قوات الاحتلال الأميركي ضرب المفاعلات النووية الإيرانية، في وقت كانت قوات الحرس تحقق نجاحات على صعيد إحباط العديد من محاولات زعزعة النظام، وملاحقة متهمين بالعمل على تقويضه من الداخل.وأشاد خامنئي في أمر تعيين اللواء صفوي مستشاراً له بـ«الخدمات المخلصة التي قدّمها في الميادين العسكرية المختلفة على مدى ثمانٍ وعشرين سنة، ووجوده المستمر في جبهات الدفاع المقدس وقيادته الموفّقة لقوات حرس الثورة الإسلامية خلال فترة عشر سنوات».وكان الجنرال صفوي قد تولّى قيادة الحرس قبل عشر سنوات خلفاً للجنرال محسن رضائي الذي كان أول قائد لحرس الثورة منذ إنشاء هذه القوة عام 1979 مع قيام الثورة الإسلامية.وقلَّل صفوي من شأن استبداله، قائلاً إن هذا التغيير أمر «طبيعى تماماً»، فيما وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية محمد على حسيني هذه الخطوة بأنها «تغيير روتيني»، رافضاً ما تردد عن وجود دافع سياسي وراءها.أما قرار خامنئي بتعيين العميد محمد علي جعفري، بعد ترقيته إلى رتبة لواء، قائداً لقوات حرس الثورة، فيبرهن عن تقديره لجهود هذه الشخصية العسكرية التي قادت العمليات خلال الحرب العراقية ـــــ الإيرانية (1980ـــــ 1988)، إضافة إلى دوره الاستخباري الذي كانت الساحة العراقية أحد أهم مجالاته، وفق ما تردد في تقارير إعلامية أفادت بأنه نجح قبل ستة أشهر في الفرار من محاولة اعتقال دبّرها عناصر الاحتلال الأميركي في عاصمة كردستان العراق، أربيل. ويُقال إنه متهم بتدبير محاولة اغتيال زعيم «الحزب الديموقراطي الكردي الإيراني» عبد الرحمن قاسملو في النمسا عام 1990.وشغل جعفري مناصب عديدة في الحرس الثوري، آخرها في عام 2005 عندما عُيّن رئيساً لـ«مؤسسة التحقيقات الاستراتيجية للحرس الثوري»، المرتبط باستخباراته، بعدما تولى رئاسة القوات البرية للحرس منذ عام 1992.
"الأخبار"٣ أيلول 2007
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق