معمر عطوي
صيد القنافذ بدل الطيور عادة لدى بعض أهالي الشحّار الغربي. وقد احتل صلاح أبو عاصي (62 سنة)، الصدارة في تنفيذ هذه المهمة، فأصبحت الطبيعة جزءاً من حياته، يتسلل إليها شاقاً الدروب بين الأشجار والأعشاب الشائكة نحو “منطقة المناجم” التي تعتبر معقل حيوانات متعددة مثل الثعالب والقنافذ (النيص) والخنازير.الوادي الواقع على شكل مثلث، بين عين درافيل وبعورتا وعبيه، صار شبه مهجور في الفترة الأخيرة، سُدّت الطرق المؤدية إليه، وتحولت مناجم الفحم القديمة التي كانت تستخدم لتزويد القطارات بالطاقة في منتصف القرن الماضي، الى ملاذات للقنافذ والضباع والثعالب.يروي أبو عاصي أن رحلة الصيد كانت تتم على النحو التالي: يذهب الصياد نهاراً فيضع على باب جحر القنفذ، عيداناً صغيرة، ثم يعود قبل منتصف الليل، حاملاً سلاح الصيد و“ضوءاً” يعمل على البطارية، فإذا كانت العيدان مقلوبة باتجاه الخارج يعرف ان القنفذ خرج ليرعى، وسيعود قبل طلوع الفجر. عندها يجلس الصياد أمام الجحر وينتظر عودته. وعندما يسمع صوته أو يراه قادماً، يقترب منه ويوجّه إليه الضوء، ويقوم بالوقت عينه بقنصه بالبندقية.بعض الصيادين يستخدمون كلاب الصيد المدرّبة، يخرجون مع كلابهم ليلاً ويطلقونها لتقتفي أثر القنافذ السارحة. وعندما تصل الكلاب الى أحد هذه القنافذ، تحيط بها، ولا تسمح لها بالهروب حتى يصل إليها الصياد.والقنفذ هذا الحيوان الغريب الذي ما إن ترى صورته حتى يقشعر بدنك، ورد اسمه في المعاجم على النحو التالي: إنه الدلول أو الدلدول، المعروف شعبياً بالقنفذ أو النيص. وهو حيوان بري يغطي ظهره ومؤخرته شوك طويل وحاد، يدافع به عن نفسه. وحول رأسه وبطنه، شعر خشن. يأكل الخضر والفاكهة والبلوط، وله أسنان قوية جداً يستطيع بواسطتها كسر حبة الصنوبر السوداء وأكل ما بداخلها. ويروي الصيادون، ان لحم القنفذ من أطيب اللحوم وأطراها، وهو يشبه الى حدٍ كبير لحم الأرنب، ويؤكل نيئاً أو مشوياً أو مطبوخاً.أما الريش أو الشوك الذي على ظهر القنفذ، والذي يشبه المسلّة، ويمتاز باللون الأسود والأبيض، فيستخدمه سلاحاً للدفاع عن نفسه، نظراً إلى رأسه الصلب والحاد جداً. وقد يكون إطلاق اسم “ريش” عليه عائداً إلى استخدامه ريشةً للكتابة. غير انه في الواقع لا يشبه ريش الطيور في شيء.عندما ذهب أبو عاصي للمرة الأولى في رحلة صيد بحثاً عن القنافذ، كان يبلغ من العمر 22 سنة. ويروي أنه خلال “تجربته” الطويلة تمكّن من اصطياد أكثر من ثمانين قنفذاً وعدداً من الثعالب والخنازير، وقد كلل هذه المسيرة “الحافلة” قبل سنتين بقتل “ضبع كاسر”، كما يروي.على رغم تقدم سنه لا يزال صلاح يخدم المزارعين الذين يطلبون منه التخلص من “الوحوش التي تفتك بمزروعاتهم”. لكنه يعترف أن للنيص فوائد لا يدركها كثيرون، ويقول “طبعاً هناك خلل يحدث لدى قتل النيص. لأن لكل حيوان مهمة إيجابية في الحياة الفطرية. لكن القنفذ يسبّب أيضاً بعض الأضرار للمزروعات”، وهذا ما يبرر رغبة المزارعين في التخلص منه.
عدد الثلاثاء ٣١ تشرين الأول
صيد القنافذ بدل الطيور عادة لدى بعض أهالي الشحّار الغربي. وقد احتل صلاح أبو عاصي (62 سنة)، الصدارة في تنفيذ هذه المهمة، فأصبحت الطبيعة جزءاً من حياته، يتسلل إليها شاقاً الدروب بين الأشجار والأعشاب الشائكة نحو “منطقة المناجم” التي تعتبر معقل حيوانات متعددة مثل الثعالب والقنافذ (النيص) والخنازير.الوادي الواقع على شكل مثلث، بين عين درافيل وبعورتا وعبيه، صار شبه مهجور في الفترة الأخيرة، سُدّت الطرق المؤدية إليه، وتحولت مناجم الفحم القديمة التي كانت تستخدم لتزويد القطارات بالطاقة في منتصف القرن الماضي، الى ملاذات للقنافذ والضباع والثعالب.يروي أبو عاصي أن رحلة الصيد كانت تتم على النحو التالي: يذهب الصياد نهاراً فيضع على باب جحر القنفذ، عيداناً صغيرة، ثم يعود قبل منتصف الليل، حاملاً سلاح الصيد و“ضوءاً” يعمل على البطارية، فإذا كانت العيدان مقلوبة باتجاه الخارج يعرف ان القنفذ خرج ليرعى، وسيعود قبل طلوع الفجر. عندها يجلس الصياد أمام الجحر وينتظر عودته. وعندما يسمع صوته أو يراه قادماً، يقترب منه ويوجّه إليه الضوء، ويقوم بالوقت عينه بقنصه بالبندقية.بعض الصيادين يستخدمون كلاب الصيد المدرّبة، يخرجون مع كلابهم ليلاً ويطلقونها لتقتفي أثر القنافذ السارحة. وعندما تصل الكلاب الى أحد هذه القنافذ، تحيط بها، ولا تسمح لها بالهروب حتى يصل إليها الصياد.والقنفذ هذا الحيوان الغريب الذي ما إن ترى صورته حتى يقشعر بدنك، ورد اسمه في المعاجم على النحو التالي: إنه الدلول أو الدلدول، المعروف شعبياً بالقنفذ أو النيص. وهو حيوان بري يغطي ظهره ومؤخرته شوك طويل وحاد، يدافع به عن نفسه. وحول رأسه وبطنه، شعر خشن. يأكل الخضر والفاكهة والبلوط، وله أسنان قوية جداً يستطيع بواسطتها كسر حبة الصنوبر السوداء وأكل ما بداخلها. ويروي الصيادون، ان لحم القنفذ من أطيب اللحوم وأطراها، وهو يشبه الى حدٍ كبير لحم الأرنب، ويؤكل نيئاً أو مشوياً أو مطبوخاً.أما الريش أو الشوك الذي على ظهر القنفذ، والذي يشبه المسلّة، ويمتاز باللون الأسود والأبيض، فيستخدمه سلاحاً للدفاع عن نفسه، نظراً إلى رأسه الصلب والحاد جداً. وقد يكون إطلاق اسم “ريش” عليه عائداً إلى استخدامه ريشةً للكتابة. غير انه في الواقع لا يشبه ريش الطيور في شيء.عندما ذهب أبو عاصي للمرة الأولى في رحلة صيد بحثاً عن القنافذ، كان يبلغ من العمر 22 سنة. ويروي أنه خلال “تجربته” الطويلة تمكّن من اصطياد أكثر من ثمانين قنفذاً وعدداً من الثعالب والخنازير، وقد كلل هذه المسيرة “الحافلة” قبل سنتين بقتل “ضبع كاسر”، كما يروي.على رغم تقدم سنه لا يزال صلاح يخدم المزارعين الذين يطلبون منه التخلص من “الوحوش التي تفتك بمزروعاتهم”. لكنه يعترف أن للنيص فوائد لا يدركها كثيرون، ويقول “طبعاً هناك خلل يحدث لدى قتل النيص. لأن لكل حيوان مهمة إيجابية في الحياة الفطرية. لكن القنفذ يسبّب أيضاً بعض الأضرار للمزروعات”، وهذا ما يبرر رغبة المزارعين في التخلص منه.
عدد الثلاثاء ٣١ تشرين الأول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق