معمر عطوي
العلاقة لا تزال ملتبسة بين حزب العمال الكردستاني وإسرائيل. التقارير الإعلامية والأمنية تحدثت كثيراً عن تنسيق ما بين فصائل قوات الدفاع الشعبي الكردستاني (الجناح العسكري للحزب) والاستخبارات الإسرائيلية، ولا سيما بعد توتر العلاقات بين إسرائيل وتركيا، لتؤكّد أن ثمة خيطاً يربط بين الجانبين، هدفه ليّ ذراع أنقرة.
فالحزب الكردستاني، الذي لا يزال في ساحة النضال من أجل تحصيل حقوقه الاجتماعية والثقافية والسياسية داخل الدولة التركية، اشتهر بعلاقته الوطيدة بالثورة الفلسطينية منذ كان يمتلك معسكرات تدريب في البقاع اللبناني.
واللافت أن قائد الحزب عبد الله أوجلان، المعتقل في تركيا منذ عام 1999 جرّاء عملية خطف تورط فيها الموساد الإسرائيلي، كان يشارك إلى جانب المنظمات الفلسطينية في المعارك ضد الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982.
وفي مقابلة أجرتها «الأخبار» مع القائد العام السابق للجناح العسكري لحزب العمال الكردسـتاني، باهـوز أردال، نُشرت في 10 تشرين الثاني 2007، أكد الأخير في ردّ على سؤال عن صحة ما يشاع عن علاقة بين الحزب وإسرائيل، أنه «ليست لنا أي علاقات مع إسرائيل». وقال «لم ولن ننسى مساندة الشعبين اللبناني والفلسطيني لنا في بدايات نضالنا. وما زلنا في خندقٍ نضالي واحد مع هذين الشعبين».
السؤال نفسه وجّهته «الأخبار» إلى مسؤول المكتب الإعلامي لقوات الدفاع الشعبي، دوزدار حمو، في 3 آب الماضي، وخصوصاً بعد تزامن عملية لواء الإسكندرون التي نفذها عناصر من الحزب مع حادثة اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لسفينة «مافي مرمرة» التركية. بيد أن المسؤول الكردي أصرّ على أن عملية الإسكندرون كانت «صدفة بكل معنى الكلمة، ونحن لسنا بحاجة إلى أن نطلب الغطاء من إسرائيل ولا من أي دولة أخرى عندما نقرر القيام بأي بعملية عسكرية».
لكنّ القشة التي قصمت ظهر البعير تمثّلت في المقابلة التي أجرتها القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، الشهر الماضي، مع رئيس اللجنة التنفيذية لمنظومة المجتمع الكردستاني، مراد قره يلان. مقابلة أكد مسؤولو الحزب حصولها، لكنهم تحدّثوا عن تشويه مضمونها في الإعلام التركي.
فالمشكلة لم تعد في لقاء ـــــ غير مسبوق ـــــ مع إسرائيليين، بل في ما نُقل عن لسان قره يلان، من وصف لتركيا بـ«العدو المشترك لإسرائيل والأكراد».
المسؤول الإعلامي لم يلجأ إلى تبرير قبول الحزب بهذه المقابلة، بل تحدّث لـ«الأخبار» عن أن «الإعلام التركي حرّف اللقاء بهدف جذب تعاطف العالم العربي إلى بلاده».
ونقل حمو عن قره يلان قوله إن «وسائل الإعلام التركية تشن حرباً خاصة على الشعب الكردي وتنتهك أصول العمل الإعلامي وأخلاقياته، وهي بتسويقها للأكاذيب تعمل لمصلحة الأطراف المراهنة على الحرب والعمليات العسكرية، والرافضة لحل القضية الكردية حلاً سلمياً وديموقراطياً عادلاًً».
لعلّ قره يلان أراد التغطية على موضوع المقابلة بالحديث عمّا أثاره مع الصحافي الإسرائيلي، ايتالي انغهل، من أن الحكومة الإسرائيلية تواصل بيع الأسلحة الحديثة ذات التقنية العالية للدولة التركية التي تستخدمها بدورها ضد المقاتلين الكرد، مطالباً إسرائيل بأن تتوقف عن بيع مثل هذه الأسلحة لتركيا.
هذا التطور في سياسة حزب العمال الكردستاني، الذي طالما نفى وجود أي علاقات له مع الدولة العبرية، قد يبيّن وجود تيارات داخل تشكيلات الحزب المتعددة بخصوص العلاقة مع إسرائيل للَيّ ذراع الأتراك في هذه المرحلة، وخصوصاً بعد تسرّب أنباء عن حصول خلافات بين قره يلان وعضو اللجنة العسكرية لقوات الدفاع الشعبي، باهوز أردال.
الأمر الآخر في تطورات القضية الكردية يتعلق بما أُثير في بعض وسائل الإعلام عن طلب أوجلان من عناصر الحزب عدم استفزاز عناصر الجيش التركي. وهذا ما ينفيه حمو، قائلاً إن «الإعلام التركي يعمل وفق تعليمات وتوجيهات مؤسسة الحرب الخاصة التركية، بما يتوافق مع مصالح الدولة العميقة».
عدد الاربعاء ١٣ تشرين الأول ٢٠١٠ |
العلاقة لا تزال ملتبسة بين حزب العمال الكردستاني وإسرائيل. التقارير الإعلامية والأمنية تحدثت كثيراً عن تنسيق ما بين فصائل قوات الدفاع الشعبي الكردستاني (الجناح العسكري للحزب) والاستخبارات الإسرائيلية، ولا سيما بعد توتر العلاقات بين إسرائيل وتركيا، لتؤكّد أن ثمة خيطاً يربط بين الجانبين، هدفه ليّ ذراع أنقرة.
فالحزب الكردستاني، الذي لا يزال في ساحة النضال من أجل تحصيل حقوقه الاجتماعية والثقافية والسياسية داخل الدولة التركية، اشتهر بعلاقته الوطيدة بالثورة الفلسطينية منذ كان يمتلك معسكرات تدريب في البقاع اللبناني.
واللافت أن قائد الحزب عبد الله أوجلان، المعتقل في تركيا منذ عام 1999 جرّاء عملية خطف تورط فيها الموساد الإسرائيلي، كان يشارك إلى جانب المنظمات الفلسطينية في المعارك ضد الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982.
وفي مقابلة أجرتها «الأخبار» مع القائد العام السابق للجناح العسكري لحزب العمال الكردسـتاني، باهـوز أردال، نُشرت في 10 تشرين الثاني 2007، أكد الأخير في ردّ على سؤال عن صحة ما يشاع عن علاقة بين الحزب وإسرائيل، أنه «ليست لنا أي علاقات مع إسرائيل». وقال «لم ولن ننسى مساندة الشعبين اللبناني والفلسطيني لنا في بدايات نضالنا. وما زلنا في خندقٍ نضالي واحد مع هذين الشعبين».
السؤال نفسه وجّهته «الأخبار» إلى مسؤول المكتب الإعلامي لقوات الدفاع الشعبي، دوزدار حمو، في 3 آب الماضي، وخصوصاً بعد تزامن عملية لواء الإسكندرون التي نفذها عناصر من الحزب مع حادثة اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لسفينة «مافي مرمرة» التركية. بيد أن المسؤول الكردي أصرّ على أن عملية الإسكندرون كانت «صدفة بكل معنى الكلمة، ونحن لسنا بحاجة إلى أن نطلب الغطاء من إسرائيل ولا من أي دولة أخرى عندما نقرر القيام بأي بعملية عسكرية».
لكنّ القشة التي قصمت ظهر البعير تمثّلت في المقابلة التي أجرتها القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، الشهر الماضي، مع رئيس اللجنة التنفيذية لمنظومة المجتمع الكردستاني، مراد قره يلان. مقابلة أكد مسؤولو الحزب حصولها، لكنهم تحدّثوا عن تشويه مضمونها في الإعلام التركي.
فالمشكلة لم تعد في لقاء ـــــ غير مسبوق ـــــ مع إسرائيليين، بل في ما نُقل عن لسان قره يلان، من وصف لتركيا بـ«العدو المشترك لإسرائيل والأكراد».
المسؤول الإعلامي لم يلجأ إلى تبرير قبول الحزب بهذه المقابلة، بل تحدّث لـ«الأخبار» عن أن «الإعلام التركي حرّف اللقاء بهدف جذب تعاطف العالم العربي إلى بلاده».
ونقل حمو عن قره يلان قوله إن «وسائل الإعلام التركية تشن حرباً خاصة على الشعب الكردي وتنتهك أصول العمل الإعلامي وأخلاقياته، وهي بتسويقها للأكاذيب تعمل لمصلحة الأطراف المراهنة على الحرب والعمليات العسكرية، والرافضة لحل القضية الكردية حلاً سلمياً وديموقراطياً عادلاًً».
لعلّ قره يلان أراد التغطية على موضوع المقابلة بالحديث عمّا أثاره مع الصحافي الإسرائيلي، ايتالي انغهل، من أن الحكومة الإسرائيلية تواصل بيع الأسلحة الحديثة ذات التقنية العالية للدولة التركية التي تستخدمها بدورها ضد المقاتلين الكرد، مطالباً إسرائيل بأن تتوقف عن بيع مثل هذه الأسلحة لتركيا.
هذا التطور في سياسة حزب العمال الكردستاني، الذي طالما نفى وجود أي علاقات له مع الدولة العبرية، قد يبيّن وجود تيارات داخل تشكيلات الحزب المتعددة بخصوص العلاقة مع إسرائيل للَيّ ذراع الأتراك في هذه المرحلة، وخصوصاً بعد تسرّب أنباء عن حصول خلافات بين قره يلان وعضو اللجنة العسكرية لقوات الدفاع الشعبي، باهوز أردال.
الأمر الآخر في تطورات القضية الكردية يتعلق بما أُثير في بعض وسائل الإعلام عن طلب أوجلان من عناصر الحزب عدم استفزاز عناصر الجيش التركي. وهذا ما ينفيه حمو، قائلاً إن «الإعلام التركي يعمل وفق تعليمات وتوجيهات مؤسسة الحرب الخاصة التركية، بما يتوافق مع مصالح الدولة العميقة».
عدد الاربعاء ١٣ تشرين الأول ٢٠١٠ |