أغلق المشهد على يمامتين
قالت اليمامة لاختها:
أرى غابة من عذاب.
قالت الأخرى:
غراب ينوح فوق نعشي.
أمَّا انا فأقول:
أراك في الليل قيثارة
أسمعك أغنية غجرية
ترنّم بلحنها خطوط جرحي
أشدو بصوتك الملائكي
أعبر حلمك بأوجاعي.
لم أعد أحتمل بعد المسافة
فكل جوارحي في سفر
لم تعد تعنيني حرب "البسوس"
طلقّت كل سهام العتب
وتركت أوسمتي على لوحة الرماد.
فأنا لا أعشق غزو" داحس "
دعيني أكرر بألم :
أننا ولدنا في المكان الخطأ
وضيعنا الحلم معًا.
دعيني أنتحب في ليلة لم أكن أنا غيري
أتركي لي العنان لأقرر:
لنبق صديقين، كما كنّا
نجوب بحر أفكارنا بشوارع العبث
نمتشق من دموعنا نصالاً للطموح.
فلتبق "الغبراء" ذكرى طيبة
وليبق قيس في حب ليلى مجنونًا
حتى لا نجوب نفق الانتحار
نخبىء أوجاعنا لزمان ليس لنا.
لنكن صديقين حميمين كما كنا
نتسلى بجمر الكلمات المهذبة.
لنكن كما شئنا منذ البداية
صديقين حميمين ..ولكن!!!.
معمر عطوي
جدة ربيع 2001